كتبت د.موزة العبار في صحيفة البيان:
يتفق الجميع: ساسة ومحللون عسكريون وغيرهم أن الرئيس الأسبق لمصر محمد حسني مبارك، رحمة الله عليه، بطل من أبطال «حرب أكتوبر»، فهو الذي قاد القوات الجوية في حرب أكتوبر 1973، وكان يُعد أحد أبرز القيادات العسكرية المصرية، وصاحب الضربة الجوية الأولى في حرب أكتوبر المجيدة.
إنها حرب أكتوبر التي أعادت للعرب أمجادهم وعزتهم وكرامتهم! وعندما تولى الحكم بعد اغتيال السادات على مدى الثلاثين عاماً، كانت سنوات حكمه لمصر مليئة بالإنجازات التنموية والمواقف السياسية الجيدة والفعالة داخلياً وعربياً وعالمياً. وخلال فقترة حكمه لمصر، لنحو ثلاثة عقود متواصلة، شهد العالم والمنطقة أحداثاً كبيرة غيرت مجرى التاريخ، لهذا كان وارداً الخطأ والصواب معاً، ولكن:
لا ينكر أحد أن حسني مبارك حافظ على مكانة مصر العربية والإقليمية والدولية، كما حافظ بجدارة على أمنها وجيشها واستقرارها وترابها، وتحرير كل أراضيها المغتصبة «سيناء وطابا» ونجح في إبعادها عن الحروب والمنازعات.
حسني مبارك بكل ما له وما عليه، استطاع خلال فترة حكمه أن يجنب مصر كوارث كبرى في مجال الأمن القومي، فلم يتورط في حروب إقليمية، ولكنه: اختار القرار السليم بالوقوف ضد الغزو العراقي لدولة الكويت، بكل شموخ وبطولة وعزيمة المحارب العربي الوطني الحريص على أمن الخليج وأمته العربية، موجهاً وقتها في ظل ما عانته شعوب المنطقة من غزو «صدام حسين» لدولة الكويت الشقيقة، إنذار الانسحاب للغزاة، ومرسلاً لشعوب المنطقة وشعب الكويت رسالة طمأنة ودعم بأن الكويت ستتحرر ولن نتركها فريسة لغزو بربري!
وهو الأمر الذي حدث فعلاً نتيجة مواقفه العروبية الداعمة لدولة الكويت الشقيقة! لقد اتسمت سياسات مبارك بالحكمة والاتزان، في القضايا الداخلية والخارجية معاً، كما عرف أيضاً بمواقفه الداعمة لمفاوضات السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية، ووقوفه العادل مع القضية الفلسطينية.
ويقول رئيس لجنة العلاقات الدولية بمجلس الدوما «النواب» الروسي، ليونيد سلوتسكي، في تصريح لوكالة «نو فوستي» إن مبارك تلقى دراسات عليا بأكاديمية «فرونزا» العسكرية السوفييتية، وكان يتحدث باللغة الروسية، وأشار سلوتسكي، إلى أن «مبارك أسهم بشكل كبير في تسوية النزاع في الشرق الأوسط، وعلى الأجيال القادمة والمؤرخين تقييم إنجازاته، والشعب المصري اليوم يتذكره بعد رحيله بالخير ويدعو له بالرحمة، فما هو واضح تماماً أنه كان رمزاً لحقبة كاملة في تاريخ مصر ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها!».
وقد بعث صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، برقية تعزية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، عبر فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته في وفاة الرئيس الأسبق لجمهورية مصر العربية محمد حسني مبارك، كما بعث سموه ببرقية تعزية عبر فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته لأسرة الفقيد.
كما بعث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ببرقيات تعزية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على موقع «تويتر»: «تعازينا للشعب المصري الشقيق في وفاة الرئيس الأسبق حسني مبارك وتعازينا الخاصة لأسرة وأحباب الفقيد. عمل بكل إخلاص على ترسيخ روابط تاريخية بين مصر ودولة والإمارات.
واليوم ينعم الشعبان الشقيقان بعلاقة خاصة وإيجابية بفضل جهود زايد وجهوده.. رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جناته».
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على موقع «تويتر»: «رحم الله الرئيس الأسبق حسني مبارك، قائد عربي عمل بإخلاص من أجل وحدة العرب واستقرارهم، ووقف بقوة ضد التطرف والإرهاب. صاحب موقف تاريخي في حرب تحرير الكويت. جمعته بالشيخ زايد روابط كرسّت خصوصية العلاقات بين البلدين، خالص التعازي لأسرته الكريمة».
«نعم، سيبقى مبارك في نظر الجيش وقياداته وشعب مصر الشقيق وشعوب العالم جمعاء بطلاً ورمزاً من رموز الانتصار العظيم في حرب أكتوبر المجيدة.
رحم الله الفقيد وأدخله فسيح جناته».