كشفت دراسة حديثة، شملت 3287 بالغا، ممن كانت أعمارهم في بداية جمع البيانات تتراوح بين 23 و35 عاما، أن البالغين الذين يتفاوت دخلهم من عام لآخر، أو من يتعرضون لخفض كبير في رواتبهم تتراجع نتائجهم في تقييمات الوظائف الإدراكية والعقلية في منتصف العمر مقارنة بمن لديهم دخل مستقر.
وفحص الباحثون في البيانات مدى تقلب معدل الدخل بين الارتفاع والانخفاض بين عام وآخر واحتسبوا عدد المرات التي انخفض فيها دخل المشاركين بنسبة 25 بالمئة على الأقل.
وأوضحت الدراسة أن انخفاض الدخل أكثر من مرة له تأثير أسوأ على صحة المخ من انخفاضه مرة واحدة بنسبة كبيرة خلال فترة الدراسة، وفق ما أوردت وكالة “رويترز” للأنباء.
وأشار فريق الدراسة التي نشرت في دورية “نيورولوجي” إلى أنها لم تكن مصممة لإثبات وجود تأثير مباشر لتقلبات الدخل على صحة المخ، لكنهم أضافوا أن المشكلات الاقتصادية التي يواجهها الأفراد مرتبطة بعادات غير صحية مثل التدخين وتناول الكحوليات وقلة النشاط البدني التي قد تؤثر في احتمالات تدهور الوظائف الإدراكية والإصابة بالعته.
وفي عام 2010 سجل من كانت دخولهم أكثر تقلبا وتعرضت لنسب أكبر من الخفض درجات أقل في اختبارات لقياس الوظائف الإدراكية المتعلقة بالقدرة على تنفيذ المهام بسرعة.
وقالت الباحثة في كلية ميلمان للصحة العامة في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، أدينا زكي الهازوري: “بشكل عام قد تزيد تقلبات الدخل والظروف الاجتماعية الاقتصادية السلبية من احتمالات التعرض للكثير من عوامل الخطر التي تؤثر على صحة المخ”.
وأضافت الهازوري أن “من يشهدون تقلبا كبيرا في دخولهم قد يتعرضون أكثر لعوامل الإصابة بأمراض القلب والأوعية والاكتئاب والتوتر وهو ما يرتبط بدوره بتراجع في الصحة الإدراكية”.
وتابعت: “وإضافة إلى ذلك قد تكون قدرتهم أقل على الوصول لخدمات صحية جيدة مما يؤدي بدوره لإهمال عوامل الخطر تلك ويزيد من تأثيرها على صحة المخ”.