استطاع فيروس كورونا الذي أصاب جميع أنحاء العالم، أن يغير مجرى الحياة بشكل جذري داخل كل دولة، والتي اتفقت جميعها في وقف كل النشاطات ومنع التجمعات، ولكن هناك دولة وحيدة لم تتجه فيه السلطات إلى إجراء أي تغيير جذري.
وتسلك بيلاروسيا مسلكا مغايرا تماما عن بقية دول أوروبا، بل وأقرب الدول المجاورة له، مثل روسيا وأوكرانيا. فبينما بدأت أوكرانيا فرض حالة الطوارئ في العاصمة كييف وغيرها من المناطق، وبينما تغلق روسيا المدارس، وتلغي كل الحفلات الجماعية، وتحظر كل الرحلات الجوية الداخلية والخارجية، بقيت مجريات الحياة في بيلاروسيا تسير على نحو عادي، كأن شيئا لم يحدث.
وعلى الرغم من تسجيل 94 إصابة بفيروس كورونا في البلاد (ولا وفيات حتى اليوم)، فلا تزال حدود بيلاروسيا مفتوحة، ولا يزال الناس يذهبون إلى أعمالهم، فضلا عن استمرار إقامة مباريات بطولة الدوري الممتاز حتى اليوم.
ويقول رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو إنه لا حاجة لكي تتخذ بلاده أي تدابير وقائية ضد انتشار فيروس كورونا. وأكد لوكاشنكو صباح الثلاثاء في اجتماع مع السفير الصيني في العاصمة مينسك أن “هذه الأمور واردة. وأن أهم شيء هو عدم الذعر!”. ولم تغلق بيلاروسيا دور السينما ولا المسارح، كما لم تحظر أي احتفالات جماعية.
وتُعدّ بيلاروسيا إحدى أواخر دول العالم التي لم تلغ مباريات كرة القدم. ولا تزال مباريات الدوري الممتاز في البلد تنعقد وتُبثّ عبر التليفزيون.
وقال الرئيس لوكاشنكو إن “المحاريث كفيلة بعلاج فيروس كورونا” وهو ما أثار موجة من النقاش بل والسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي في بيلاروسيا. وكان الرئيس يقصد بقوله العمل الجاد في المزارع، لكن كثيرين من أبناء بيلاروسيا يبدون قلقا بالغا إزاء تفشّي الفيروس، نظرًا لوقوفهم على مستجدات الأخبار خارج بلادهم.