أفاد مسؤولون بالقطاع الصحي في الإمارات، أن إعلان مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، علاج فيروس “كورونا” المستجد من خلال الخلايا الجذعية، يُعد إنجاز طبي إماراتي بامتياز يمكن أن يساعد البشرية على تجاوز واحدة من أهم وأخطر التحديات التي واجهتها في الأونة الأخيرة.
ونقلت صحيفة الاتحاد عن المسؤولين قولهم: “الإمارات تمتلك من الإمكانات والقدرات الطبية والعلمية، سواء من الكوادر البشرية أو الأجهزة، ما يؤهلها للمشاركة وبقوة في إيجاد علاج لمرضى (كوفيد ـ 19) الذي يعد الشغل الشاغل للعالم بأسره، بعد أن تجاوزت تأثيراته الجوانب الصحية لتمتد إلى المجالات والقطاعات كافة”.
ونوّه المسؤولون إلى أن خلال الفترة المقبلة، سيكون هناك المزيد من التفاصيل والنتائج المبشرة عن هذا العلاج من خلال مزيد من التجارب السريرية على مزيد من المرضى، واصفين العلاج بالخلايا الجذعية بـ«علاج المستقبل، والطريق الأقرب للوصول إلى الشفاء من مختلف الأمراض”.
وتحدث الدكتور محمود طالب آل علي، مدير المركز العربي للدراسات الجينية بجائزة حمدان للعلوم الطبية: “الإعلان عن إمكانية علاج مرضى (كوفيد ـ 19) بالخلايا الجذعية، خطوة إيجابية ومهمة، ومن الناحية العلمية، نحن في الإمارات متقدمون في استخدام الخلايا الجذعية، ونفخر أننا داخل دولتنا الحبية، قادرون على مساعدة الإنسانية، في واحدة من أصعب وأدق القضايا التي تمر بها الإنسانية، ودولتنا قادرة على ذلك، وتمتلك المؤهلات والإمكانات التي تجعلها طرفاً مهماً في خدمة البشرية”.
وأكد على أن العالم يحتاج إلى علاج لهذا المرض ويبحث عن أمل، بعد أن انتشر هذا الفيروس بشكل كبير وسريع، مشيراً إلى أن دولة الإمارات ومنذ بداية الأزمة العالمية الصحية المتعلقة بهذا الوباء، وهي تعمل على المشاركة وبقوة في تجاوز هذه المحنة العالمية، مشيراً إلى أن جهود دولة الإمارات لمساعدة العالم في تجاوز هذا التحدي الصحي والاقتصادي والاجتماعي، متنوعة وكثيرة، أبرزها المساعدات الطبية للكثير من دول العالم، واليوم يأتي النجاح العلمي بعلاج هذا المرض من خلال الخلايا الجذعية.
ووصف آل علي، ما أعلنه مركز أبوظبي للخلايا الجذعية بأنه «أمل جديد للبشرية»، لاسيما أن المرض منتشر ويحتاج إلى علاج في أقرب وقت للحد من انتشاره، مؤكداً أن العلاج بالخلايا الجذعية، بصفة عامة يقوي المناعة، وله دور كبير في علاج كل الأمراض، وهو علاج المستقبل.
دور القيادة
وقال الدكتور عثمان البكري، نائب المدير العام، المدير الطبي لمستشفى القرهود بدبي: “إن منح وزارة الاقتصاد براءة الاختراع للعلاج بالخلايا الجذعية لعلاج فيروس كورونا المستجد، تتويج كبير لدولة الإمارات بصفتها صاحبة السبق في هذا الابتكار الذي يفيد ملايين الناس المحتاجين والذين ينتظرون الأمل في العلاج من مرض كورونا”.
وتابع: “هذا وإن دل، فإنما يدل على وجود قوة دفع كبيرة تعمل على خدمة أهلها ورفعة شعبها ولا تدخر وسعاً في فعل المستحيل لسعادة شعبها والشعوب الأخرى، فكان من الضروري إيجاد حل لهذا الفيروس الذي أثر على جميع الشعوب، وقتل الكثير من أبنائهم، ودمر اقتصاديات كبيرة”.
استمرار التجارب
وتحدث الدكتور مهيمن عبد الغني، المدير التنفيذي لمستشفى الزهراء بدبي: “يتضمن العلاج الجديد استخراج الخلايا الجذعية من دم المريض وإعادة إدخالها بعد تنشيطها إلى الرئتين من خلال استنشاقها بوساطة رذاذ ناعم».
وأضاف: «من المفترض أن يكون تأثيره العلاجي عن طريق تجديد خلايا الرئة وتعديل استجابتها المناعية لمنعها من المبالغة في رد الفعل على عدوى كوفيد-19 والتسبب في إلحاق الضرر بالمزيد من الخلايا السليمة، وقد خضع العلاج للمرحلة الأولى من التجارب السريرية واجتازها بنجاح، ما يدل على سلامته”.
وشدد عبد الغني على أهمية أن تستمر التجارب لإثبات فعالية العلاج كمساعد لبروتوكولات العلاج المعمول بها وليس كبديل لها، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز العلاجي يعكس تضافر الجهود والتزام دولة الإمارات بمحاربة وباء كوفيد – 19.
المصدر:صحيفة الاتحاد