شهد السودان خلال الأسابيع الأخيرة تصعيداً في الصراعات بين القبائل، هدفه تعقيد مهمة السلطات الإنتقالية، التي تحاول حل كل مشاكل البلاد الإقتصادية والإجتماعية، ووضع حد للنزاعات مع مجموعات عدة.
حيث قُتل 59 شخصاً وجُرح العشرات نتيجة هذه الإشتباكات، وذلك بعد أن ساد اعتقاد بأن مثل هذه المواجهات انتهت مع الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير ونظامه قبل أكثر من سنة.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي السوداني البارز، محجوب محمد صالح، أنّ الصراعات أصبحت تدور في دولة تتجاذبها حروب في ثلث عدد ولاياتها، ولاتبسط سيطرتها على كافة أراضيها”، أي يوضح أن ضعف الدولة سبب في “تصاعد ثقافة الحرب، وانتشر السلاح غير القانوني، وتدهور الاقتصاد.
وتبعاً لذلك أطلق رئيس الحكومة عبدالله حمدوك، مفاوضات سلام مع المجموعات المتمردة التي قاتلت نظام البشير لسنوات، من أجل إنجاز المصالحة الوطنية في البلاد.
ومن الجدير بالذكر أن تاريخ السودان يحفل بالصراعات الإتنية والقبلية منذ استقلاله في 1956، ويشير خبير أمني لم يرغب في ذكر اسمه، إلى اختلاف طبيعة الصراع القبلي الحالي عن الماضي، إذ وضح لوكالة فرانس برس، أنه “في السابق، كانت النزاعات القبلية في مناطق ريفية نائية وتتركز حول المرعى أو مورد المياه أو حتى الأرض، ولكنها الآن وصلت إلى مناطق حضرية لم تعتد على مثل هذه الصراعات من قبل”.
ويضيف أن هذا الأمر قد يمثّل “تهديدا” للفترة الانتقالية، موضحا أنه “عندما كانت الصراعات تجري في مناطق الرعاة، كانت آليات حلها سهلة، لكن الأمر تعقد وأصبح مهددا حقيقيا للفترة الانتقالية إذا لم تعالج جذور هذه الصراعات”.
وقال عضو مجلس السيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، بحسب ذكر وكالة الأنباء السودانية “سونا”
“عقب اشتباكات كادقلي “ظلت قوات الدعم السري، منذ حدوث التغيير في البلاد تواجه كثيرا من التحديات، وتتعرض لغدر واستهداف مخطط ومرتب تقف وراءه أياد خفية”، وأضاف الذي يقود “قوات الدعم السريع” المتهمة بارتكاب انتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان في دارفور” هذه الأيادي لا تدمّر الدعم السريع فقط بل تعمل على تدمير السودان، لذلك سنقوم بكشفها في القريب العاجل”.
ويربط المحلل السياسي النور حمد هذا “الطرف الثالث” بنظام البشير السابق، ويقول “واضح لكل من راقب الحالة الأمنية في البلاد في الشهور الماضية، أن هناك أيادي تعبث بأمن البلاد واستقرارها وتمثلها جهات أعلنت عن نفسها بنفسها”.
ويوضح أنه قبل بضعة أشهر انتشر مقطع فيديو تداوله مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيه قيادي إسلامي “لن ندع حكومة حمدوك تشتغل”، وكان الإسلاميون داعمين إجمالا لنظام البشير.
وكانت قد دعت الأمم المتحدة في مارس الى وقف المواجهات بين المناطق، ولو أن وتيرتها أقل من السابق.