أوضح عبد الله ستيتو، أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة ابن زهر في المغرب، عن تاريخ الموت الطويل للمغرب بعدما أصبحت الجوائح مكوناً بنيوياً من مكوناته التاريخية، حيث أورد ستيتو بأن المغرب عبر تاريخه “عرف أوبئة محلية محدودة في الزمان والمكان”، متابعاً أن “المغرب عرف كذلك أوبئة واردة، وهي تلك التي انتقلت عدواها إلى المغرب من الخارج اعتماداً على خريطة ثلاثية المداخل”.
وشرح ستيتو عن تلك المداخل، حيث قال إن الأول يُقصد به “المشرق الذي جاء منه وباء عام 1347، وهو وباء جارف حصد أرواح ربع سكان العالم، أما المدخل الثاني للأوبئة حسب الباحث عينه “عن طريق شبه الجزيرة الإيبيرية، مثل جائحة 1348 التي كانت رهيبة”، وفيما يتعلق بالمدخل الثالث، فقد أوضح بأنها أوبئة دخلت المغرب عن طريق “بلاد السودان الغربي، أي عبر البوابة الصحراوية، التي حصدت أرواح آلاف المغاربة.
كما سجل الباحث عبد الله ستيتو عدة ملاحظات تهم هذه الأوبئة التي اجتاحت المغرب في سالف الأزمنة، إذ أشار بأن الأولى تتعلق “بحجم الوباء وقوته من حيث الانتشار المكاني”، بينما تتعلق الملاحظة الثانية “بحجم الوباء وقوته من حيث المدة الزمنية”، موضحاً أن المقصود بذلك هو “الغلاف الزمني الذي قضاه الوباء في المغرب أي ديمومة الأوبئة، أما الملاحظة الثالثة وفق الباحث ستيتو، فهي “قوة الوباء حسب درجة الفتك”.