رئيس التحرير

سراب حسان غانم

المدير التنفيذي

رماح اسماعيل

خاتمة حزينة لسينما نهاية العالم

نشر في

27 مايو، 2020
عصب مصر

في عام 2014، وبينما كان المصور الأستوني، كابو كيكاس، في صحراء سيناء على بعد بضع كيلو مترات من مقر عمله بشرم الشيخ حيث كان يحترف تصوير المعالم السياحية ورحلات السفاري ليكتشف بالصدفة سينما مفتوحة، لكنها مهجورة وسط الصحراء، في وادٍ فريد بين الجبال جعله يشعر وكأنه دخل عالمٍ ثاني لذا أطلق عليها سينما “نهاية العالم” قبل أن يلتقط لها عدداً من الصور أصبحت هي الوثيقة الوحيدة الباقية لتلك السينما.

المصورة نهى زايد وعقب اطلاعها على صور كيكاس التي تداولها أحد مشاهير السوشيال ميديا بعد نحو خمس سنوات من الواقعة، قررت البحث عن “سينما نهاية العالم” للوقوف على حقيقة هذا المكان، والذي يشبه الخيال.

وصلت زايد لسيناء وبدأت رحلة البحث عبر خرائط جوجل، وتفقد المكان الذي التقطت له تلك الصور، وبعدها بدأت بسؤال السكان الأصليين في شرم الشيخ عن حقيقة هذا المكان أو السينما، والتي أسسها الشيخ  سالم حميد بأرض يمتلكها بوادي خنصور، لتكون جزءاً من مشروع كبير لرحلات السفاري والتخييم في الصحراء بالشراكة مع أحد رجال الأعمال الفرنسيين لتكون دار عرض مفتوحة.

عملية إنشاء أول سينما مصرية مفتوحة في الهواء الطلق كلفت صاحب فكرتها إحضار 150 مقعداً خشبياً من القاهرة وشاشة عرض ومولد كهرباء إلى سيناء خصيصاً، ومبنى ذي قباب ومطعم ملحق لتنفيذ تلك الفكرة، والاستمتاع بمشاهدة الأفلام السينمائية في الخلاء، لكن الحلم لم يكتمل بسبب التعقيدات الإدارية والروتين الحكومي الذي أوقف تصاريح تشغيل السينما، ليتوقف الحلم قبل أن يبدأ وظلت أثرها ومقاعدها الخشبية المتهالكة والتي تآكلت بفعل العوامل البيئية لسنين، وبقايا شاشة العرض، والمبنى الذي يحوي على المولد الكهربائي، قبل أن تتسبب صور كيكاس في هجوم غير مسبوق على المنطقة وتدمير آخر ما تبقى، وتصبح صور كيكاس هي الشاهد الوحيد على سينما نهاية العالم بعدما تحولت لحطام ودُمرت مقاعدها وصمد فقط مبنى متهالك شاهداً على حلم لم يكتمل.