بينما تعاني بعض المدن الليبيّة من بُعدها عن مراكز التوزيع، تشكو أخرى من قربها من خطوط اشتغال عصابات التهريب إلى خارج البلاد وإلى مناطق نائية داخلها، ومن بين هذه المدن الزنتان التي شكّلت لجاناً عدة للحدّ من التهريب والمضاربة في سلعة الوقود لكن دون جدوى.
وتعاني مدينة الزنتان كغيرها من المدن الليبية من أزمة الوقود وتذبذب فترات وصوله للمحطات، إضافةً إلى عصابات التهريب، حيث يحاول الأهالي وضع حدٍّ لها عن طريق تشكيل اللجان.
وتوسّعت “مملكة تهريب الوقود”، حيث صار لها مقرّات دائمة وثابتة على الطريق من مصفاة الزاوية وصولاً إلى أبعد نقطة في القريات وتطور الأمر، بحيث مُنعت شاحنات الوقود الشرعية من ارتقاء الجبل وصولاً إلى محطات الوقود.
وتتواصل المساعي لوضع حدٍّ لهذه الأزمة إلا أن الأمر يتجاوز الإمكانات المحلية ما لم تتّحد جهات الدولة الرسمية من أجهزة أمنية ورقابيّة بالتعاون مع المؤسسة ذات العلاقة وإلا ستتحول كل المجهودات المدنية إلى مجرد قفزات في الهواء مع استقواء العصابات التي صارت ترى في مداخيل عملياتها حقاً شرعياً.