تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الأربعاء، ما بين؛ انطلاق فعاليات مؤتمر الطاقة العالمي الـ 24 الذي أمس، والبيان المشترك لدولتي الإمارات والسعودية بشأن تحالف دعم الشرعية في اليمن، إضافةً إلى استمرار إيران في انتهاك خرق التعهدات الخاصة بالملف النووي.
وتحت عنوان “استدامة الطاقة”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “تحديات مشتركة يشهدها ملف الطاقة العالمي، ولعل استدامة ومستقبل مصادر الطاقة، يقف على رأس هذه التحديات التي يبحثها أكثر من ألفي مختص من القطاعين العام والخاص، في أكبر حدث عالمي للطاقة المنعقد في أبوظبي على مدى أربعة أيام، يطمح المشاركون خلاله إلى صياغة خطة تعاون تضمن ديمومة تلك المصادر وتوظيفها للأجيال المقبلة”. وذكرت أن هذه التظاهرة الدولية ومستوى الحضور فيها يعكس دور الإمارات كلاعب رئيس في مجال الطاقة، وتحديداً مصادر الطاقة التقليدية واستثمارها في الصناعات، مع سعيها لتنويع تلك المصادر عبر إقامة مشاريع ضخمة للطاقة النظيفة إلى جانب المشروع النووي السلمي.
وأوضحت أن جميع القضايا المطروحة للنقاش في المؤتمر، تدور حول البحث عن أفضل السبل لإقامة تعاون بين الدول في مجال الطاقة، واستغلال مصادرها بالشكل الأمثل اقتصادياً واستثمارياً وبيئياً، في ظل ارتفاع عدد سكان العالم، وارتفاع الطلب بشكل مطرد على الطاقة لتلبية احتياجاتهم، إلى جانب توسع حجم الصناعات المرتكز بشكل رئيس على مصادر الطاقة التقليدية كالنفط والغاز.
وأضافت “الاتحاد” في ختام افتتاحيتها أن المؤتمر سيسهم ومن خلال المعرض النوعي المرافق له في استكشاف الفرص والشراكات بين البلدان، ويساعد في وضع حلول مبتكرة، واستثمار أوجه الطاقة المختلفة في صنع التقارب بين الشعوب عبر استفادة كل طرف مما يوفره الآخر من المواد الأولية والخبرات، بحيث تستمر أبوظبي في دورها قاعدة لانطلاق المشاريع العالمية والشراكات الاقتصادية والإنسانية.
من ناحيتها وتحت عنوان “أبوظبي تقود العالم لطاقة المستقبل”، كتبت صحيفة “الوطن”: “تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، تحتضن أبوظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة، مؤتمر الطاقة العالمي أحد أبرز الأحداث في العالم، ليس من حيث حجم المشاركة من الوزراء والمسؤولين الحكوميين والمعنيين القادمين من 155 دولة فقط، بل من حيث أهمية قطاع الطاقة لحاضر ومستقبل البشرية جمعاء، ومن هنا تأتي الدورة 24 للمؤتمر لتشهد مشاركة خيرة العقول والخبرات العالمية لبحث كل ما يتعلق بالقطاع الأهم عالمياً من حيث الحلول الابتكارية وتعزيز الشراكات وبحث التحديات والفرص القائمة بما يكفل الخروج بنتائج يمكن البناء عليها للقطاع الذي تتوقف عليه حياة المليارات حول العالم، حيث يعتبر مؤتمراً شاملاً بحكم أهميته كونه يتعمق أكثر بدراسة كل الجوانب التي يتوقف عليها وضع الطاقة العالمي من جوانب اقتصادية وبيئية وغيرها كثير”.
وقالت: “إن أبوظبي كما تعتبر أماناً لإمدادات الطاقة في العالم ومؤثراً رئيسياً لاستقرار القطاع، كذلك تقوم انطلاقاً من نظرتها إلى المستقبل وتحدياته بقيادة الركب العالمي للبحث المستفيض والهام في الطاقة وإمداداتها، عبر تناول مستجدات وخطط الطاقة النظيفة والمتجددة وهو نابع من التزام الإمارات بتنويع المصادر، ومن هنا كانت الخطط الاستراتيجية الكبرى التي وضعتها أبوظبي برعاية ونظرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، التي تؤكد ريادة أبوظبي وموقعها في التعامل مع متطلبات المرحلة وضرورة الاستعداد التام للمستقبل وعدم ترك أي أمر خاصة ما يتعلق بالأجيال اللاحقة رهناً للمجهول، وهو ما تؤكده المشاريع العملاقة في العاصمة الإماراتية التي تكاد تكون متفردة عالمياً من حيث خصائصها وما توفره من خدمات، مثل محطات “نور أبوظبي” للطاقة الشمسية والتوجه إلى إنشاء أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم وكذلك محطات ” براكة ” للطاقة النووية السلمية.. جميعها تبين نظرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان البعيدة وكيف يعمل على تعزيز ريادة أبوظبي وتأكيد مكانتها على الصعد كافة سواء من حيث مشاريعها الحاضرة أو رؤيتها لمستقبل القطاع برمته”.
ورأت أن مخرجات مؤتمر الطاقة ستشكل خارطة طريق لمستقبل القطاع العالمي برمته، خاصة أنها ستكون بناء على مباحثات مباشرة بين الخبراء والمعنيين يتم التركيز فيها على التحديات وأهمية إيجاد الحلول للتعامل الأفضل معها والبحث عن دعم مبادرات وأفكار ومساعي استدامة الإمدادات التي تراعي التطور والزيادة في عدد السكان حول العالم، فضلاً عما يمثله استقرار القطاع من ركيزة أساسية على الصعد كافة للمجتمع الدولي. وقالت في الختام: “إن أبوظبي باحتضانها الحدث الأكبر من نوعه، تحول المؤتمر إلى منصة لمحادثات معمقة تتناول كل ما يتعلق بالقطاع في ضوء تطور صناعة الطاقة إقليمياً ودولياً”.
من جهة أخرى وتحت عنوان “رسائل مشتركة وشراكة استراتيجية”، قالت صحيفة “البيان”: “إن البيان المشترك “الإماراتي ــ السعودي” جاء ليؤكد ضرورة استمرار الأجواء الإيجابية بين الأطراف في اليمن والتحلي بروح الأخوة ونبذ الفرقة والانقسام، كما أكد البيان على تعاون السعودية والإمارات مع مختلف الأطراف على متابعة الالتزام بالتهدئة ووقف إطلاق النار، والتهيئة لانطلاق الحوار بشكل بناء يساهم في إنهاء الخلاف ومعالجة آثار الأزمة”.
وأضافت أن موقف الإمارات والسعودية من الأحداث في عدن، يتبلور في الرسائل المشتركة التي أوردها البيان المشترك، حيث تؤكد الشراكة الاستراتيجية، وتعكس حرص البلدين على إنقاذ اليمن الشقيق من مأساته، والتصدي لدعاوى الفتنة والانقسام والشقاق بين الإخوة اليمنيين، كما تعكس أيضاً وبصورة واضحة للجميع، مدى الترابط والتنسيق في المواقف والعمل بين البلدين، ما يدحض ادعاءات الجهات المضادة التي تحلم بزرع الفتنة بين البلدين الشقيقين، سواء من الحوثيين أو قطر أو إيران، واستجابة الأطراف اليمنية لدعوة الحوار في جدة تعكس أيضاً مدى الثقة في المملكة ومصداقيتها.
وأشارت إلى أن الإمارات والسعودية أكدتا في بيانهما المشترك حرصهما على القيام بمسؤولياتهما في تحالف دعم الشرعية في اليمن، ودعم الحكومة الشرعية في جهودها للمحافظة على مقومات الدولة، وهزيمة المشروع الإيراني ودحر الميليشيا الحوثية والتنظيمات الإرهابية في اليمن، كما تعلن حكومتا البلدين استمرار دعمهما لأمن واستقرار المحافظات المحررة وتقديم المساعدات الإنسانية لها. وقالت الصحيفة في ختام افتتاحيتها: “حقا كما عبرت الخارجية الإماراتية:”مصالح السعودية عند قيادتنا هي مصالح الإمارات وثقتنا فيها مطلقة، شراكة تجمعها الأهداف وترسخها التضحيات”.
من جانب آخر وتحت عنوان “إيران تواصل تهديد الأمن العالمي”، أكدت صحيفة “الوطن” مواصلة إيران بكل عنجهية واستخفاف بالقانون الدولي انتهاكاتها لجميع التشريعات والقرارات الدولية على الصعد كافة، ولاشك أن مواصلة خرق التعهدات الخاصة بالملف النووي من أخطر ما يقدم عليه “نظام الملالي”، فضلاً عن تجاربها العسكرية العبثية وتدخلاتها السافرة في شؤون الدول وما يؤدي إليه ذلك من تهديد حقيقي سواء لأمن واستقرار المنطقة أو للمجتمع الدولي برمته.
وطالبت أوروبا والأمم المتحدة باتخاذ مواقف رادعة في مواجهة نظام بينت أربعة عقود أنه عصي على جميع أنواع الإصلاح أو الالتزام بالقانون وقرارات الشرعية الدولية، مشيرةً إلى العالم أجمع يواجه نظاماً يعتبر مصدراً للتهديدات المصيرية لعدد من دول المنطقة، أو التسبب بالويلات في كل مكان يستطيع أن يجد إليه منفذاً، وهذا يتم بشكل علني وفيه الكثير من الوقاحة منذ 1979، وحتى اليوم لم تبد طهران أي إشارة أنها يمكن أن تغير من هذه السياسة التي أدمنتها وتقوم عليها لتحقيق نواياها وأهدافها، وبالتالي لا بد من تحرك فاعل يوقف الأساليب التي لم تؤت نتائجها المرجوة في تعديل هذه السياسة، لأن هناك واجباً ودوراً أممياً لازماً في التعاطي مع جميع مصادر الخطر حول العالم فكيف هو الحال عندما تتعلق القضايا بأخطر تلك الأنظمة؟.
ولفتت إلى أن إيران نظام يقوم على التدخل بقضايا الغير واستهداف الشعوب وتهديدها واللعب على الوتر الطائفي وتسليح المليشيات ودعم الإرهاب وإضعاف الدول وبالتالي لم يعد هناك بد من التصرف سواء عبر عقوبات اقتصادية أو قرارات أممية تكون واضحة الدلالة بأن العالم لم ولن يتهاون في التعاطي مع كل مسببات انتهاك أمنه وسلامة واستقرار دوله وشعوبها.
واختتمت صحيفة “الوطن” افتتاحيتها بالقول: “خلال مؤتمر صحفي أعلنت وكالة الطاقة الذرية أنه يتوجب على إيران الالتزام بمواثيق الاتفاقية النووية.. والسؤال ماذا لو بقيت على جموحها ولم تلتزم؟”.