وجّهت سفيرة إيطاليا في لبنان، نيكوليتا بومباردييري، كلمة بمناسبة العيد الوطني الإيطالي بيّنت فيها أن الذكرى هذه السنة عادت بشكل مختلف لكن بالروح عينها، وأكّدت عدم وجود احتفالات احتراماً للآلام وللأرواح التي قضت نتيجة تفشي فيروس كورونا.
كما أشارت لمرور إيطاليا بفترة من أصعب الفترات في تاريخها الحديث على غرار البلدان الأخرى في العالم، لافتة لفتك فيروس كورونا بالأرواح والعادات والعواطف والأنشطة.
حيث نوّهت لاستعداد إيطاليا في هذه الأسابيع لإعادة فتح النشاطات الاقتصادية تدريجياً من خلال برنامج واسع لإعادة إطلاق الإنتاج الصناعي والتجارة ودعم العائلات.
كما توجهت للإيطاليون الذين يعيشون في لبنان، أنها متشوقة لأن تلتقي بهم شخصياً، آملةً ذلك قريباً، كما دعتهم لأن يعتمدوا باستمرار وجود السفارة إلى جانبهم.
وأضافت أن هذه الفترة كانت أيضاً فترة من الحيرة والشك نظراً للأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان والتي تضاف إلى حالة الطوارئ الصحية الناتجة من فيروس كورونا.
ولفتت إلى أن إيطاليا تدرك مدى المساهمة المعنوية والمادية التي تقدّمها الجالية الإيطالية – المندمجة بشكل كامل في النسيج اللبناني – بالتزام وشغف لازدهار بلاد الأرز، كان وسيبقى وجودكم هنا ركناً أساسياً وخير صلة لتاريخ الصداقة والتعاون الذي لطالما جمع بين هذين البلدين.
وأكدت أن إيطاليا حاضرة تاريخياً في لبنان وتتولى دوراً ريادياً في إطار مهمة قوات حفظ السلام من خلال مشاركة كتيبتها التي تعدّ حوالي ألف جندي، الثانية من حيث العدد. منذ العام 2006 ولغاية يومنا هذا، أوكلت إليها لأربع مرات مسؤولية قيادة مهمة حفظ السلام، ما زالت تشكل المهمة جنوب الليطاني أداة أساسية للحفاظ على أمن لبنان واستقرار المنطقة.
حيث كشفت عن تركيزهم على المشاريع الصناعية المشتركة والشراكات المنتجة التي تتطلب، من الجانب اللبناني، إجراءات لضمان نظام مالي موثوق به وقدرة تنافسية اقتصادية.
وأضافت أن إيطاليا لن تتوانى أبدا في دعم التعليم والثقافة وتدريس اللغة الإيطالية والطلاب الذين يختارون الجامعات الإيطالية وترميم المواقع الأثرية اللبنانية القيّمة والحفلات الموسيقية إذ نحن على يقين بأن الثقافة تبقى عاملاً أساسياً للتقدّم والحوار،لافتةً إلى العمل من أجل استئناف جميع مبادرات التعاون الثنائي بشكل كامل بين الشعبين والمؤسسات في البلدين.
ختمت متوجهة للشعب اللبناني، إيطاليا تقف إلى جانبكم في الجهود المبذولة للتغلب على الأزمة المعقدة التي تعصف بلبنان، منوهة للعمل مع المؤسسات اللبنانية لدعم الإصلاحات الضرورية للاستجابة لطلب المجتمع اللبناني بالتغيير من أجل إرساء نموذج إنمائي أكثر إنصافًا واستدامة وفعالية وشفافية،مؤكدة أن إيطاليا التحديات التي يواجهها لبنان على مختلف المستويات، وأنها كصديق تاريخي، تدرك تماماً قوة الشعب اللبناني وتصميمه لتجاوز الأمر.