رغم التقارير التي كانت تتحدث في البداية بأن الأطفال “محصنون” من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، إلا أن الواقع يقول إن الأطفالليسوا محصنين ولكنهم أقل عدوى للآخرين.
حيث قال أندرو بولارد، أستاذ المناعة والأمراض المعدية لدى الأطفال بجامعة أكسفورد، في أبريل/نيسان الماضي، إن “أعداد الإصابات بينالأطفال الآن لا تقل عنها بين البالغين، رغم أننا كنا نعتقد في البداية أنه لا يصيب الأطفال. لكن الأطفال عادة تظهر عليهم أعراض طفيفةجراء الإصابة بالعدوى”، بحسب شبكة “بي بي سي” البريطانية.
ونقلت الشبكة في تقريرها عن بيانات المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية، أن الأطفال دون 19 عاماً لا يمثلون إلا اثنين في المئة فقطمن حالات الإصابة التي سجلت حتى 20 فبراير/شباط، وبلغ عددها 72,314 حالة.
وهكذا يبدو أن الأطفال أيضا من بين ضحايا الفيروس الذي انتشر في دول العالم، وتسبب في قيود واشتراطات صحية شديدة، من بينهااشتراط ارتداء الكمامة، وبما أن الأباء عادة يخشون على أطفالهم من الإصابة بأي مرض، فالطبيعي أن يزيد قلقهم من إصابة ابنائهمبكوفيد 19.
موقع كونسلتو” الطبي، نقل عن الطبيب طه بكري، أستاذ الباطنة والصدر بكلية طب جامعة الأزهر، تأكيده على أهمية ارتداء الكمامة،مشترطا بعض الإجراءات عند ارتداء الأطفال لها.
وقال بكري إن “ارتداء الأطفال لكمامة الوجه يتسبب في الإصابة بمخاطر جسيمة، أبرزها: الاختناق وانخفاض ضغط الدم، فضلاً عنصعوبة وصول الأكسجين إلى الدماغ والرئتين”.
وشدد على “أهمية خلع الكمامة من أحد طرفيها، تّجاه الأذن، لمدة دقائق، للسماح باستنشاق الأكسجين وتقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون”.
كما نقل الموقع الطبي المتخصص عن المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، بأن العمر المناسب لارتداء الأطفال الكمامة،يكون بعد عمر عامين، فيما أكد بكري على أن العمر المناسب هو بعد عمر 3 سنوات.
ولفت الطبيب إلى أن الفترة الزمنية التي يرتدي فيها الطفل الكمامة يجب ألا تتجاوز الساعة، وقال: “التوقيت الأنسب لارتداء الأطفال الكمامة،هو من نصف ساعة إلى ساعة، ثم يقوم أحد الوالدين بخلعها للطفل، في مكان غير مزدحم وجيد التهوية”.
ووضع بكري مجموعة من المحاذير عند ارتداء الأطفال الكمامة مشددا على ضرورة أن يعرفها الآباء، ومنها ضرورة “إبعاد الأطفال عنالأماكن المزدحمة، وترك مسافة بين الشخص والطفل، من مترين إلى 3 أمتار، وعدم اصطحاب الطفل إلى النوادي الاجتماعية وأماكنالألعاب، وعدم ترك الطفل يلعب مع الأطفال الآخرين، لمنع انتقال العدوى من أسرة إلى أسرة أخرى، وكذلك تجنب التجمعات العائلية، خاصةًللأطفال الذين يعانون من حساسية الصدر”.
وقدم الطبيب المصري مجموعة من النصائح عند ارتداء الأطفال الكمامة ومنها “عدم لمس الطبقة الخارجية ثم إعادة لمس الطبقة الداخلية منالكمامة، وخلع الكمامة من الوجه بالكامل عند تناول الطفل مشروبه أو طعامه، ولا يجب إنزالها من على وجه الطفل، وإبقائها على منطقة الفمأو تحت الذقن، لأن هذا سيجعله يستنشق الفيروس من على سطح الكمامة”.
ولفت الطبيب إلى ضرورة “خلع الكمامة من منطقة الأذن، ثم غسل اليدين بالماء والصابون جيداً، وعدم ارتداء الكمامة إلا في الأماكنالمزدحمة، وارتداء الكمامة الجراحية وتجنب الكمامة القماش”.