متابعة: ليليان الفحام
اشتكى سكان مناطق الهراويين وتيط مليل ومديونة بالدار البيضاء، من المعاناة اليومية لرائحة النفايات “القذرة” المنبعثة من مكان مديونة الكبير، والذي يعتبر أكبر مزبلة بالمغرب، معتبرين أن الأمر “ينذر بكارثة بيئية وإنسانية، ويمس بحقهم في العيش داخل بيئة صحية”، حيث طالبوا السكان، السلطات المعنية بالتدخل العاجل لحل أزمة النفايات، خاصة مع طول جلوسها في المنازل هذه الفترة بسبب الحجر الصحي، الشيء الذي أزم الوضع أكثر وفقا لشكواهم.
وقال أحد السكان المضررين من مكان النفايات القريب من نافذة منزله، أن ارتفاع درجة الحرارة وطول المكوث في المنازل في فترة الحجر الصحي كان كفيلاً بظهور حالات مرضية من الاختناق لدى عدد من المواطنين في منطقة الهراويين وتيط مليل ومديونة، كما أشار إلى أنه “يمكن القول أنه سيصبح علينا ارتداء الكمامة حتى بعد تجاوز مرحلة كورونا، إذ أخذنا قليلاً من الهواء الملوث الذي يحيط بنا، والذي تسلل بشكل سيء إلى نفسيتنا”.
من جهته، قال الفاعل الجمعوي المحلي الحسين أيت حساين، إنه “منذ سنوات ورائحة مطرح مديونة تخنق أنفاس القاطنين بمنطقة الهراويين وتيط مليل ومديونة وغيرها من المناطق المجاورة، حيث باتت لا تطاق في الآونة الأخيرة”، وأشار أيضاً الحسين أن الساكنين أصبحوا يضطرون لإقفال النوافذ باستمرار للحفاظ على القليل من الهواء النقي، مشيراً بالقول: “بات من المستحيل استنشاق الهواء النقي أو ما يعرف بنسيم الصباح والمساء المنعش في ظل الجو الحار الذي نعيشه، والحجر الصحي الملتزم به”.
وزاد بأن “الروائح الكريهة والسامة تغزو المنطقة بأكملها، الشيء الذي تسبب في استياء العائلات، فيما يقابله صمت رهيب للمسؤولين غير آبهين بصحة الساكنة التي تختنق كل ليلة بسبب رائحة الأزبال وعصارتها التي تتسبب في عدة مشاكل تنفسية خطيرة مثل الحساسية وضيق التنفس، دون أن ننسى أصحاب الأمراض المزمنة والأطفال الصغار”.