متابعة _ نور نجيم :
نفذت نقابات المهن الحرة ورؤساء الجامعات الخاصة وقفة رمزية، في الباحة الكبرى لقصر العدل في بيروت، في خطوة ترمز إلى تحصين السلم الأهلي ورفض الفتنة واستنكاراً لما شهدته مناطق العاصمة بيروت يوم السبت الماضي من أعمال عنف ومواجهات بين مواطنين، أعادت اللبنانيين إلى ذاكرة الحرب السوداء.
ووضع النقباء إكليلاً من الزهر على نصب القضاة الأربعة الشهداء الذي استشهدوا على قوس المحكمة داخل قصر العدل في صيدا قبل 21 عاما، بعد وقوفهم دقيقة صمت حدادا على أرواحهم، وذلك تكريماً لشهداء الوطن وتحديداً لشهداء العدالة، ثم توجهوا بمسيرة صامتة إلى منطقة المتحف حيث وضعوا إكليلاً من الزهر على نصب الجندي المجهول.
وألقى نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف، كلمة باسم نقابات المهن الحرة، اعتبر فيها أن لحظة تخل أصابتنا منذ يومين، في مشهدية مأمومة سبقتها لحظات أخرى كادت تودي لبنان إلى الاقتتال العبثي، مؤكداً أنه في لحظة التخلي هذه لن نقف مكتوفي الأيدي ولن ننحاز لموقف بوس اللحى الذي طالما استنزفنا، نحن هنا في العيش معا تداعينا بالعقل والقلب، عقل الحكمة وقلب المحبة لنشهد فرادة لبنان على نبذ العنف بالاحتكام للدستور مظلة آمنة وعل التعاضد بالقيم.
حيث أضاف في لحظتي الحقيقة والتخلي، تعالوا نعود لذاكرتنا الجماعية المثقلة بالأوجاع، حيث إرثنا الحضاري بالعيش معا على الرغم من اللحظات السوداء التي كنا نعيشها حينها، مشيراً إلى أن تصميمنا الناصع والجريء والمسؤول برفع بطاقة حمراء بوجه الفتنة، هو الضمانة لبنان الكبير الذي نحب، حيث لم يكن في العيش معا خطأ أو كذبة أو عرضة.
كما أوضح أننا هنا لأن خيارنا سلام لبنان وكرامة اللبنانيين، ولن نسمح بعد الآن بزجنا في صراعات عبثية ولا في سباقات شحن حاقدة، منوهاً أنه حان الوقت لنحرر وطن الأبجدية والإنسان من الاستخدامات الخبيثة للتنوع النموذجي الذي يتشكل منه مجتمعنا.
وختاماً، شدد خلف على أن لبنان يرفض بالفم الملآن تصديع سلمنا الأهلي تحت أي ذريعة، ونحن هنا لنؤكد أن الحوار هو الطريق الوحيد والأوحد لترميم ما هدمته الأزمات، ولن نسمح بضرب وحدتنا.