تحت عنوان «أشباح الأغاني: تواريخ شفاهية في سينما الشرق الأوسط وشمال إفريقيا النسائية»، تستعد مؤسسة الشارقة للفنون، بالتعاون مع منصة «حبيبي كولكتيف»، إلى تقديم البرنامج الثاني من سلسلة عروض الأفلام عبر الإنترنت، بعد غدٍ الجمعة، ويشمل ثلاثة أفلام لمخرجين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتبحث الأفلام المقدمة خلال البرنامج الثاني في الذاكرة باعتبارها موضوعاً مستكشفاً بشكل كبير في صناعة السينما، من خلال الوثائق واللقطات الأرشيفية والشهادات الشفاهية.
وفي منطقة ذات حدود متغيرة، وديناميكيات سياسية قابلة للتغيير، غالباً ما تكون الذاكرة متجذرة أكثر من الدول نفسها، إذ تسعى هذه الأفلام إلى تقديم الذكريات بوصفها روايات بديلة لتلك الموجودة في التواريخ السائدة؛ أما الأفلام الثلاثة فهي: «بابا كركر» من إخراج جلال وحيد (المملكة المتحدة)، ويستكشف الرمزية التي تحيط بالنيران الطبيعية المشتعلة في حقل بابا كركر النفطي (يعني في الكردية الأب المشتعل)، والأهمية الأسطورية والسياسية التي تحملها في الثقافة الكردية، وعلى خلفية إيقاع الدف، يصبح تشكيل النفط الخام مرادفاً للرقص الكردي (هالباركه)، ما يخلق مشهداً تصبح فيه الروح الكردية تجسيداً لأرضها المتنازع عليها وتحديها وبهجتها. بينما يصور فيلم «فقط صوتي»، من إخراج ميريام ري (المملكة المتحدة)، أربع مهاجرات من الشرق الأوسط يروين قصص اقتلاعهن من بلادهن أثناء عبورهن أثينا، وبينما يروين تجاربهن الشخصية عن الحرية، فإن قصصهن وتفاعلهن مع مدينة أثينا تبدأ تدريجياً بالانعكاس على بعضهن.
أما فيلم «كسلسلة من الخرز» من إخراج إيناس حلبي (فلسطين)، فيوثق حياة تسعة أشقاء يقيمون في قرية إعبلين شمال فلسطين، في الوقت الذي يستكشفون تواريخهم الشفاهية الفردية، يحاول أفراد العائلة بناء تاريخ جماعي. يكشف الفيلم، عبر عمل أسرة واحدة، عن تجارب متباينة للأحداث نفسها، متناولاً نقاط الخلاف والاتفاق الجماعي، ويتتبع إيقاعات الحياة اليومية والذكريات التي تسكن البيت، وتضع حلبي ديناميكيات الأسرة في سياق النضال الفلسطيني الأوسع، مستكشفة كيف أثر النضال في حياتهم، ودوره المتواصل في تشكيل تاريخهم العائلي.
يشار إلى أن مؤسسة الشارقة للفنون تستقطب طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة والإمارات والمنطقة، وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة، والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كل الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية.
وعن موعج بث الأفلام، فكشفت المؤسسة أنها في تمام الساعة 8:30 مساءً، ويمكن الوصول إلى البث المباشر عبر الرابط الذي سينشر على الموقع الإلكتروني التابع للمؤسسة، وحساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي في يوم العرض.