متابعة: ليليان الفحام
أعادت جائحة كورونا تحديد أولويات الفلاحة المغربية، إذ تطرق إلى ذلك الطاهر السرايري، أستاذ التعليم العالي في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، في مقال معنون بـ”إعادة ترتيب أولويات الفلاحة المغربية في عهد ما بعد جائحة كوفيد-19″، موضحاً أدوار القطاع الفلاحي المغربي، متطرقاً إلى شرح فرص تكيفه مع العالم الجديد.
حيث ظهرت الأهمية القصوى للنسيج الفلاحي في الاقتصاد الوطني، وذلك لإن الاقتصاد العالمي كله أصبح يتحدث عن مفهوم أوحد، وهو المخزون الغذائي، ما جعل المواطنين يدركون حيوية هذا القطاع في تدبير معيشتهم اليومية.
ولقد وضح ذلك الطاهر السرايري، حيث أكد أنه مع ظهور الجائحة، برزت أهمية الفلاحة بصفة ملموسة، مشيراً
ذات الصدد، بأنه مع توقف جل الخدمات وعودة العمال إلى قراهم الأصلية، تحتم على الكثير منهم العمل مجدداً في القطاع الفلاحي للحصول على أجر ولو محدود، كما أوضح بأن أكثر من 80% من مساحة المغرب تتمركز في مناطق ذات مناخ قاحل أو شبه قاحل (أي لا تتجاوز فيها التساقطات المطرية معدل 400 ملم سنوياً)، وهذا يعني بأن ندرة المياه تؤثر سلباً على الفلاحة، حيث تستهلك أكثر من 80% من المقادير المستعملة سنويا في المغرب.
وشدد السرايري بأن “التفشي المباغت للجائحة وتداعياتها المتعددة (الصحية، الاقتصادية، المالية)، حتم التفكير في عالم أكثر توازناً، يعطي الأولوية للبشر على الاقتصاد، مع بروز أفكار مرتبطة بتحسين أداء منظومة التربية والتعليم، بديمومة اختيارات الاستهلاك، إن لم نقل التوفير والتضامن”، لافتاً إلى أهم الاستنتاجات التي خلفتها جائحة “كوفيد-19” في المغرب، حيث وجد الإعتراف بالأدوار الأساسية للفلاحة، وهذا أدى إلى وعي المواطن بمساهمة الفلاحين في التموين السلس للأسواق بالمواد الغذائية.