تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الأربعاء، ما بين؛ وقوف الدولة مع السودان ودعمها لمسيرته نحو الاستقرار ومساندته دوليا، واهتمام القيادة الرشيدة بالبنية التحتية وتطويرها لأهميتها الكبيرة في مجالات الاستثمارات بمختلف أنواعها، إضافة إلى إطلاق “الوثيقة العربية لحقوق المرأة” من أبوظبي المدينة التي أصبحت تصنع المستقبل وتمتلك نظرة بعيدة عززتها التجارب ومسيرة طويلة من النجاحات والإنجازات.
فتحت عنوان “مع السودان”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “وقفت الإمارات إلى جانب السودان، الدولة والشعب، في حواره نحو التغيير، ودعمت توقه إلى إرساء الأمن والاستقرار في أرض عانت ويلات النزاعات والاقتتال والفرقة لعقود خلت، وعززت من صموده بالرهان على وعي الشعب تجاه المؤامرات التي تحاك ضد خلاصه”.
وأضافت يثبت السودانيون كل يوم قدرتهم على تجاوز جميع العقبات التي تحول دون مضيهم نحو تحقيق التنمية وتحسين واقع الدولة الاقتصادي، بعد أن قطعوا شوطاً في صياغة نظام سياسي قادر على تحمل مسؤولية الفترة الانتقالية، وتحقيق انفراجة برفع الحصار الدولي الذي كان مفروضاً على البلاد بسبب سياسات النظام السابق.
وأكدت أن الإمارات مستمرة في وقوفها مع السودان ودعم مسيرته نحو الاستقرار ومساندته دولياً، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، خلال استقباله رئيس المجلس السيادي ورئيس الوزراء السودانيين في زيارة للدولة تفتح الآفاق إلى مزيد من التعاون بين البلدين.
وقالت “الاتحاد” في ختام افتتاحيتها”: “الشقيقان يقفان معاً، حتى تحقيق شعب السودان آماله في دولة يعمها السلام وتزدهر فيها التنمية، وذلك لا يكون إلا بتعزيز اللحمة بين أبناء الشعب الواحد، واتفاقهم على البقاء يداً واحدة في مواجهة كل ما يعيق مسيرة بناء دولتهم، والحذر من أطراف وحركات إقليمية لا يروقها إلا منظر الدم”.
من ناحية أخرى وتحت عنوان “البنية التحتية سرّ التفوّق”، قالت صحيفة “البيان”: “منذ تأسيس دولة الإمارات والاهتمام بالبنية التحتية وتطويرها يشغل الحيز الأكبر من اهتمام القيادة الرشيدة، وقد انعكس هذا بوضوح على العديد من المراكز الأولى التي حازتها الدولة بشكل عام، ودبي بشكل خاص، على المستويين الإقليمي والعالمي في جودة البنية التحتية بمختلف المجالات”.
وأشارت إلى أن القيادة الرشيدة أدركت منذ البداية الدور الحيوي والأهمية الكبيرة للبنى التحتية في مجالات الاستثمارات بمختلف أنواعها، هذا الدور الذي كرّس ورسّخ مكانة الإمارات الريادية على مستوى العالم، وجعل منها وجهة مفضلة عالمياً للإقامة والعمل، هذا إلى جانب الدور الكبير والرئيسي الذي لعبته بُنى الدولة التحتية في جذب الاستثمارات من جميع أنحاء العالم.
وتابعت الصحيفة: “تواصل الإمارات جهودها في تنفيذ المزيد من مشاريع البنية التحتية المتطورة، وخاصة في قطاعات الطاقة والنقل والمطارات والموانئ، ومشاريع السكك الحديدية و”المترو” والمواصلات والطرق والجسور والأنفاق، وغيرها من المشاريع الأساسية والمتكاملة، وذلك بهدف دفع عجلة التنمية المستدامة والتقدم الاقتصادي”.
وأضافت: “لا شك أن الإنفاق على البنية التحتية يشغل حيزاً كبيراً من الميزانية، لكنه في الواقع استثمار وليس مجرد إنفاق، إذ إن استثمارات حكومة دبي في الطرق والمواصلات، التي تقدر بنحو 100 مليار درهم، ساهمت في توفير 169 ملياراً بين عامي 2006 و2018”.
وقالت “البيان” في ختام افتتاحيتها: “إنه يتوقع أن ترتفع استثمارات حكومة دبي في البنى التحتية إلى 120 ملياراً بنهاية 2019، وفق رؤية واضحة، تشهد متابعة مستمرة من القيادة لسير المشاريع على الأرض، واستشراف المستقبل في هذا القطاع، وتوظيف التقنيات الحديثة، واعتماد مصادر تمويل متنوعة”.
من جانب آخر وتحت عنوان “أبوظبي تحفز الأمة”، كتبت صحيفة “الوطن”: “الإمارات وعاصمتها أبوظبي نبع يفيض مبادرات خير لأرضها وشعبها والمقيمين فيها، وللمنطقة والعالم، وبكل ألق حضاري يعكس الدفء الإنساني في ثنايا مسيرتها المجيدة، تطلق بين الحين والآخر ما يدعم نهضة الإنسان وتعزيز حياته ومنحه جميع حقوقه وتدعو إلى تعاون دولي على أوسع نطاق”.
وأضافت: “لاشك أن الإمارات منذ تأسيسها أدركت أن تقدم وازدهار أي مجتمع لا يمكن إلا أن يقوم على كاهل جميع أبنائه عبر تمكينهم من خلال منحهم الحقوق والفرص المناسبة بالتساوي، لذلك كانت الانطلاقة القوية فيها الكثير من الزخم منذ فجر الاتحاد المبارك، وهو ما كان له أعظم الأثر على المسيرة التنموية الشاملة برمتها، لأن الدولة تدعم الإنسان إيماناً منها أن ذلك من أهم ركائز بناء الأمم، فكانت تجربتها المشرفة معروضة لجميع الدول الشقيقة والصديقة وتقدم خلاصة خبراتها التراكمية لكل من يسعى للارتقاء بمجتمعه وتطوير وطنه”.
وتابعت: “أنه في مرحلة لاحقة باتت دعوة الدول لضرورة تحمل مسؤولياتها ودعم قدرات شعوبها، خاصة أننا في وطن أنجز تمكين الإنسان وبات يعزز مساعي وقدرات تمكين المجتمع برمته، ومن هنا كانت مواقف الإمارات وأبوظبي منارة تشع فكراً وقيماً وخططاً خلاقة مبدعة تحاكي الواقع وتستشرف المستقبل وتحفز الطاقات على إحداث التغيير الإيجابي المطلوب، فكانت لأبوظبي إنجازات كثيرة بحكم تقدمها تستهدف الإنسان قيماً ومحبة وتمكيناً، وكان حال الأمة العربية دائماً ضمن أولويات التوجه المباركة”.
وقالت: “إنه من هنا وتحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ” أم الإمارات “، يأتي إطلاق “الوثيقة العربية لحقوق المرأة” من وطن قدم المثال الحي على تمكين المرأة للقيام بدورها ومسؤولياتها على الصعد كافة، وباتت ابنة الإمارات وجهاً مشرفاً لتوجه وطن يعول على قدرات جميع أبنائه، إلى أمة عريقة كان لها مجد وفضل عظيمين على جميع الأمم، وذلك بهدف استنهاض هممها وتعزيز ثقتها بنفسها لتمنح المرأة كل ما يلزم من حقوقها ، لتشكل “الوثيقة” حدثاً استثنائياً نوعياً في مسيرة تطور المرأة العربية وضمان مشاركتها الفاعلة والحقيقية في دفع عجلة أوطانها نحو استعادة الحضارة التي بينت الأمة بطاقاتها وإمكاناتها وقدراتها على صناعتها وحتى تصديرها للعالم”.
واختتمت “الوطن” افتتاحياتها بالقول: “أبوظبي مدينة تصنع المستقبل، وتمتلك بحكمة القيادة الرشيدة نظرة بعيدة عززتها التجارب ومسيرة طويلة من النجاحات والإنجازات، رسخت عبرها مكانتها الرائدة كمنارة تشع ألقاً وتريده أن يعم الجميع، وهي تؤمن انطلاقاً من قيمها وأصالتها أن عليها دوراً كبيراً تؤديه بكل محبة تجاه الشقيق والصديق، ولهذا ليس غريباً أن يكون كل شأن إنساني من ضمن مبادراتها المتواصلة لرفعة الشعوب وتعزيز مقومات تقدمها ونهضتها، وهي دائمة التأكيد أن للمرأة دوراً وواجباً ومسؤولية كبرى يمكن أن تؤديها تجاه أسرتها ومجتمعها ووطنها، وهي لا يمكن أن تقوم بذلك إلا بمنحها جميع الحقوق من التعليم إلى العمل إلى تقديم كل دعم لازم، ولاشك أن ما تنعم به المرأة الإماراتية من مكانة خير دليل وشاهد على نجاح مسيرة التمكين التي تريدها قيادتنا لجميع الشعوب والأمم حول العالم”.