ليلى بن هدنة
يشهد العالم معركة حقيقية بين الوعي والتضليل في مواجهة وباء “كوفيد-19” المعروف باسم كورونا المستجد، حيث أثرت بعض الأفكار المغلوطة على سلوك بعض المجتمعات، وأدت إلى ارتفاع الإصابات بالفيروس، فالخطر الأكبر هو أن أي خبر مضلل يحظى بالمتابعة، يمكن أن يبطل أهمية مجموعة من الحقائق الواقعية.
فكيف نفسر التباين في الإصابات والوفيات بين منطقة وأخرى؟ وإن أرجعه بعض المختصين إلى نمط الفيروس، وكيفية انتشاره، إلا أن البعض الآخر ربطه كلياً بالسلوكيات، وأن نجاح بعض الدول في مواجهة الوباء مرتبط أساساً بثقة الشعوب في حكوماتهم ومواجهة الشائعات بوعي ومسؤولية بتفادي اللامبالاة، التي تؤثر مباشرة على الفرد ومحيطه، والحرص على الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي.
لا شك في أن تنامي الشعور الناجم عن الغموض المرتبط بسرعة انتشار الفيروس شكل حاضنة دافئة للأفكار المضلة، بارتفاع منسوب القلق، لكن بعض الفلاسفة أكدوا أن الاستشعار بالخطر سبب أساسي للاستعداد، لمجابهة ناقوس الخطر، إذا ما نظرت الشعوب إلى كيفية نجاح الصين في مواجهة الوباء بسرعة فائقة فإنها ستقتنع أن الجائحة ستزول قريباً وأن الوعي سيكون بمثابة حائط الصد الأول لانتشار الوباء، وأن سلاح الضرامة والمسؤولية نجح في مواجهة عدو لا يرى.
معظم الحكومات تراهن على الوعي الصحي لشعوبها، في توخي خطر الإصابة، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع انتشار عدوى الفيروس، فالمجتمعات مدعوة، لتتجاوز محنتها مع الانتقال إلى خيارات إرادية مبنية على العقلنة والمعطيات العلمية، والابتعاد عن الشائعات، يجب أن تنطلق من الوعي بهذه المعطيات، والتصرف على أساسها فردياً وجماعياً، ليس لإنهاء الوباء، بل للحد من انتشارها، وقد ثبت أن الوعي على المستوى الفردي والأسري هو صمام الأمان، للحد من اتساع انتشار أي وباء، نقلاً عن صحيفة البيان الإماراتية.