قال دكتور بيتر هوربي ، أستاذ علم الأوبئة المعدية والباحث الرئيسي في دراسات علاج كورونا في جامعة أكسفورد ، حتى الآن ، لا يوجد دواء مثبت يمكن أن ينقذ حياة الأشخاص المصابين بكورونا غير لقاح الرادميسفير، والذي تمت تجربته في الولايات المتحدة الأمريكية وأظهر قدرته على تقليص فترة العلاج للمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية ، ولكنه لم يثبت قدرته على إنقاذ أرواح المصابين به ، ولكنه عقار. ”
وأضاف “هوربي” ، خلال لقاء خاص عبر سكايب مع لميس الحديدي ، على برنامج “القاهرة الآن” ، الذي يبث على قناة “الحدث” الفضائية ، أن ديكسا ميثازون أثبت أنه يمكن أن يكون سببًا للبقاء بالنسبة للمصابين بالفيروس أكثر، مشيراً إلى أن هذا الدواء متوفر في أجزاء كثيرة.
وأشار إلى أن هذا الدواء مهم جدا للحد من الوفيات في جميع أنحاء العالم ، مشيرا إلى أنه تم إعطاء الدواء لثلاث مجموعات من الأشخاص المصابين بالفيروس ، كان أولها حالات بسيطة ولم تظهر أي نتائج معهم، ثم الحالات المتوسطة التي تحتاج فقط إلى الأكسجين و ساعدت في تقليل فرص الوفاة بنسبة 20%، بينما المجموعة الثالثة من المصابين الذين يمكثون في غرف العناية المركزة ويعتمدون على التنفس الصناعي، وساعد في تقليص نسب الوفيات لديهم بنسب 35% وهذا فارق كبير.
وتابع: “رغم أن هذا الدواء موجود منذ عقود ومعروف للجميع وهو دواء رخيص ، إلا أن التأخير حدث لأننا نحاول تقديم دليل قاطع على فعاليته في حالة الفيروس ، وبالتالي تأخر كثيرًا” ، موضحًا أن التجارب أجريت على عينة عشوائية على الأشخاص المصابين.
وفي هذا السياق قال، إن أعداد الوفيات في المملكة المتحدة تجاوز 42 ألف حالة، وكان بإمكان عقار ديكسا ميثازون أن يقلص عدد الوفيات بمقدار 5 آلاف حالة.
ومن جانبه أوضح هوربي، أن أسباب وقف استخدام الهيدروكسي كولوروكين في المملكة المتحدة، قائلًا: “هذا الدواء أيضًا خضع لدراستنا وأثبتت الدراسات أنه غير مفيد لمرضى المستشفيات من مصابي كورونا”، موضحًا أن التجربة كانت على 6 أنواع من الأدوية، وتوصلوا لنتائج 2 من هذه الأدوية وهي أن الهيدروكسي كلوركين غير مفيد للمرضى بينما ديكسا ميثازون هو الذي أثبت فعالية في تقليص الوفيات.
وعلق هيربي على الموجة الثالثة من فيروس كورونا التي بدأت في الصين ، قائلاً: “خلال دراستنا ، وجدنا أن نسبة صغيرة فقط من الناس أصيبوا بالفيروس ، وأعتقد أننا سنرى في الفترة القادمة طرقًا جديدة للعدوى ظهرت مؤخرًا خلال الموجة الثانية من الوباء في الصين وأخرى بدأت تظهر في ألمانيا لتعيش مع الفيروس. ”
وأكد هوربي أن فيروس كورونا لا يمثل خطورة على الأطفال والشباب حيث أنه لا يكون بشكل حاد لديهم، المشكلة الحقيقية هي من كبار السن الذين تجاوزوا الخمسين عامًا وبالأخص مراحل السبعين والثمانين، وينبغي أن نتذكر ذلك دائمًا”، مضيفًا أن لقاح إكسفورد هو ضمن لقاحات يجري تجربتها الآن في العالم، متمنيًا أن يكون إحداها فاعلاً في القضاء على الفيروس، معلقًا: “أعتقد أن شهر سبتمبر موعد مفرط في التفاؤل لطرح اللقاح، والأمر سيستغرق وقت أطول بكثير على الأغلب”.