تحرص العديد من النساء على استخدام الكثير من أنواع الماكياج، ليمنحها مظهراً جذاباً وإطلالة مميزة، ولكن السؤال الذي يجب طرحه، هل مستحضرات التجميل لا تشكل أضراراً على الصحة؟
تقول دكتورة بقسم صحة المرأة في جامعة هارفارد، إن معظم المنتجات يتم اختبارها للتأكد من أنها لا تسبب مشاكل قصيرة الأمد فقط مثل تهيج الجلد، ولكن لا بد من التأكد من أن المواد الكيميائية التي تضعها لا تسبب لك أي مخاطر صحية على المدى الطويل، وفقاً لما ذكره موقع جامعة هارفارد.
وتقول الدكتورة تمارا جيمس؛ المتخصصة في صحة المرأة بالجامعة: “لا بد أن تأخذ كل امرأة في اعتبارها، كيف يمكن أن تؤثر مستحضرات التجميل على صحتهن”.
. صبغ الشعر وسرطان الثدي
وجدت دراسة نشرت في 2019، من قبل المجلة الدولية للسرطان صلة بين صبغة الشعر وسرطان الثدي؛ حيث إن النساء اللواتي استخدمن صبغة الشعر الدائمة مرة واحدة على الأقل في فترة 12 شهراً قبل الدراسة كان لديهن خطر أعلى بنسبة 9% للإصابة بسرطان الثدي من النساء اللواتي لم يستخدمنها.
وتقول جيمس: “لقد أجرينا دراسة أظهرت أن بعض منتجات العناية بالشعر تحتوي على أكثر من 5000 مادة كيميائية، بعضها يؤدي إلى تعطيل توازن الهرمونات الطبيعية في الجسم، كما يسبب السرطان في الحيوانات”.
كما وجدوا أن منتجات فرد الشعر ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 18% لدى النساء اللاتي استخدمنها في الاثني عشر شهراً التي سبقت فترة الدراسة، وكلما استخدمت النساء جهاز فرد الشعر زادت المخاطر؛ إذ أن النساء اللواتي استخدمن المنتجات كل 5:8 أسابيع كان لديهن خطر أعلى بنسبة 31% للإصابة بسرطان الثدي مقارنة بغيرهم.
بالإضافة إلى ذلك أشاروا إلى أن معدلات الإصابة بسرطان الثدي تزايدت في السنوات الأخيرة بين النساء الأمريكيات، اللاتي يتم تشخيصهن في كثير من الأحيان بأنواع سرطان الثدي التي تجعلهن أكثر عرضة للوفاة.
وكان هناك خطر مرتفع من الإصابة بسرطان الثدي للنساء اللواتي استخدمن الأصباغ في المنزل، وتوصل الباحثون إلى أن هذا قد يرجع إلى أنهم كانوا أكثر عرضة للحصول على الصبغة على جلدهم، أو لاستخدام الأصباغ في الأماكن التي لم تكن جيدة التهوية، مما يؤدي إلى اكتساب بكميات أعلى من المواد الكيميائية.
ولذلك لا بد أن تتحدى النساء المعايير السائدة للجمال، وتقنع بأن كل مرحلة من عمرهن لها جمالها الخاص، تقول جيمس: “الجمال لا يتعلق بالمظهر وإنما بالشعور بالرضا وقبول مظهرك الحالي، ولذا علينا تعليم أطفالنا تقبل المراحل المختلفة من حياتهم دون السعي إلى تغييرها”.
. تقليل التعرض الكيميائي
يقول الباحثون إنه لا بد من الاستغناء عما تستطيعين الاستغناء عنه من المواد الكيميائية، والبحث عن بدائل أكثر أماناً، وإذا كانت المنتجات التي تستخدمها حالياً تحتوي على مواد كيميائية قد تكون ضارة، يمكنك استبدالها بخيار أكثر أماناً.
وتقول جيمس: “حاولي الاعتماد على المنتجات الأساسية بالنسبة لك”، مضيفة أنه يمكنك استبدال المنتجات الكيميائية بأخرى طبيعية وخاصة للشعر والبشرة، مثل: استخدام الزيوت العطرية عوضاً عن العطور الأخرى.