تعذر الأداء النطقي لدى الأطفال هو اضطراب غير شائع في النطق حيث يواجه الطفل صعوبة في عمل حركات دقيقة أثناء التحدث، فيجد المخ صعوبة في تطوير خطط لحركات النطق.
في هذه الاضطرابات لا تكون عضلات النطق ضعيفة، ولكنها لا تعمل بصورة طبيعية، لأن المخ يواجه صعوبة في توجيه أو تنسيق الحركات.
ولذلك فقد نجد معظم الأطفال يعانون من مشاكل في النطق، ولهذه المشكلات أسباب عديدة.
فقد يتأخرون في النطق والكلام، أو يعجزون، أو يتلعثمون، أو نتيجة الصدمات النفسية التي يتعرض لها الطفل.
وغالباً ما يصاحب هذه المشكلات والاضطرابات قلق وارتباك وشعور بالنقص والخجل، وعدم القدرة على التوافق والميل إلى الانطواء والعزلة، فما العلاج؟
لصحة اكتساب الأطفال للغة، وتطورها الطبيعي السليم، والنطق الجيد بها ثمة عوامل وظروف تساعد على ذلك منها:
إكتمال نمو الطفل، وسلامته البدنية، وسلامة الحواس وبخاصة السمع والبصر، وسلامة تركيب الأنف والفم والحلق والحنجرة والحبال الصوتية، بالإضافة إلى سلامة القدرات العقلية، التي تمكن الطفل من فهم وتخزين واسترجاع ما يسمع من كلمات وجمل، مما ينعكس بالإيجاب على نمو قدراته العقلية وتطورها.
كذلك لا بد من وجود البيئة المحيطة المستقرة و الداعمة وجدانياً وإدراكياً وسلوكياً، وعدم تشتيت جهد الطفل عن ذلك (وجود أكثر من لغة في المنزل)، إن أي خلل «عضوي أو وظيفي» في العوامل والظروف السابقة ينجم عنه مشكلات في النطق.
كذلك فإن صوابية طريقة ونمط الكلام الذي يتعرض له الطفل أثناء سنواته المبكرة مهم جدًا.
إضطرابات النطق:
ثمة حالات لوصف تأخر الكلام عند الطفل:
• تأخر التلفظ بالكلمات إلى سن ثمانية عشر شهراً.
• عدم نطق الجُمل بعد بلوغ الطفل سنتين ونصف السنة من العمر.
• إذا كان كلام الطفل البالغ من العمر أكثر من سنتين غير مفهوم للآخرين.
• إذا كان أكثر من نصف كلام الطفل البالغ من العمر أكثر من ثلاث سنوات غير مفهوم.
• إذا كان 10% من كلام الطفل البالغ من العمر أكثر من أربع سنوات غير مفهوم للآخرين.
علاج اضطرابات النطق عند الأطفال:
• تتفاوت الأساليب العلاجية لاضطرابات النطق حسب عمر الطفل، منها:
توفير الرعاية الصحية له باستمرار، وعرضه على أصحاب الاختصاص في وقت مبكر إذا لوحظ لديه أعراض مشكلات النطق.
كذلك ينبغي التأكد من خلو الطفل من المسببات المرضية العضوية لمشكلات النطق، ومعالجتها إن وجدت.
• العلاج النفسي: إبعاد الطفل عن الضغوط النفسية والإنفعالات الحادة والتدليل الزائد وإظهار الاهتمام والقلق المبالغ فيه نحوه، مع تقدير حالته وعدم السخرية منه أو إحراجه، وكذلك تنمية ثقته بنفسه ووضع حد لما يشعر به من خوف أو خجل وتعزيز النجاحات التي يحققها.
تفهم الوالدين والمعلمين لأسباب الصعوبات التي يعاني منها الطفل والسعي لتخليصه منها، والأكتشاف المبكر لاضطرابات الكلام.
تدريبات رياضية لتقوية الفكين وأجهزة التنفس بإشراف اختصاصيين، مع تنظيم التنفس، وتخفيف سرعة التكلم، والتحدث بهدوء.
مخاطبة الطفل بألفاظ سهلة ومفهومة حول أشياء يعرفها، وتدريبه على الكلام السليم تدريجياً ابتداءً بالسهل ثم الصعب، وإعطاؤه الفرصة كاملة للتعبير عن نفسه وتشجيعه، وعدم توجيه أي لوم إليه.
التعامل مع التأخر اللغوي عند الطفل من خلال:
الابتعاد عن مقارنة الطفل بغيره من زملائه وأقرانه ممن تمكنوا من النطق لغوياً بشكل جيد، والتحدث مع الطفل بلغة واحدة، ويجب تحقيق أكبر قدر ممكن من التعاون والتنسيق بين دور المنزل والمدرسة والاختصاصي المعالج، حتى تتكامل الجهود لعلاج مشكلات النطق وفق الاحتياجات المطلوبة لكل منها.