وقعتْ وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، صباح أمس الثلاثاء، بديوان عام الوزارة، اتفاقية دعم مشروع تعزيز وتطوير صناعة منتجات نحل العسل في السلطنة؛ وذلك مع الشركة العمانية الهندية للسماد، وبالتعاون مع مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو”، وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
ووقّعت الاتفاقية من جانب الوزارة سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري وكيل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه للزراعة، ومن جانب الشركة سعيد بن طالب المعولي رئيس مجلس الإدارة.
ويهدفُ المشروع إلى مُعالجة بعض التحديات التي تواجه القطاع في السلطنة، ويتوافق تماماً مع إستراتيجية التنمية الزراعية والريفية (2040 SARDS) وخطتها الاستثمارية، وكذلك الأهداف الإستراتيجية لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية، وتوفير برامج تنمية القدرات مع التركيز على الجوانب التنظيمية والتقنية؛ حيث سيدعم في المقام الأول مربي النحل (رجالاً ونساءً) من أجل بناء رؤية مشتركة وخطة عمل من خلال سلسلة من حلقات العمل التشاركية لأصحاب المصلحة المتعددين لتشجيع عمل تربية النحل على نحو مستدام واقتصادي.
كما يهدفُ المشروع إلى تعزيز المهارات الفنية لمربي النحل كمربين حاليين وجدد والمؤسسات ذات العلاقة بتربية النحل وذوي الدخل المحدود والمشاريع المنزلية، إضافة إلى فنيي نحل العسل بالدوائر الزراعية؛ مما يؤدي لاعتماد الممارسات الزراعية الجيدة في تربية النحل، وسوف يتم توثيق هذه الممارسات عبر وضع وإعداد دليل مرجعي لها وتطوير القدرات في إنتاج منتجات النحل الأخرى ذات القيمة المضافة والعمليات التسويقية ورفع مقترحات تفصيلية لاتجاهات الهوية التسويقية للعسل العماني، إضافة إلى تطوير منصة تقنية لتبادل المعارف والخبرات بين أصحاب المصلحة في تربية النحل؛ حيث سيتم دمج المعلومات ونشرها.
ولأهداف استدامة المشروع وتناغمه مع أهداف التنمية المستدامة، جرى اقتراح التوزيع على 20 من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من المسجلين في الهيئة، من مربي النحل المنتجين ومتاجر بيع العسل ومؤسسات بيع مستلزمات تربية النحل، و20 من النحالين المسجلين بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه من أصحاب المناحل الخاصة (أقل من 29 خلية) والمناحل التجارية (أكثر من 30) وغير المسجلين كمؤسسات صغيرة ومتوسطة، إلى جانب 20 من أفراد أسر الضمان الاجتماعي وذوي الدخل المحدود كنحالين مستهدفين جدد في تربية النحل لا يوجد لديهم أي نشاط تربية نحل بالسابق، فضلا عن 10 من الفنيين العاملين بمختبرات العسل.
ومن المقرر اعتماد معايير اختيار عينة المستفيدين، وذلك لإشراك أكبر قدر من العاملين في سلسلة القيمة للعسل، وهي أن يكون عمانيا أو عمانية ومتفرغا وغير مرتبط بوظيفة أخرى، ولديه الرغبة في التطور والمشاركة بالمشروع، إضافة لمشاركة النساء التي تمثل ما لا يقل عن 30% ومشاركة الشباب (في الفئة من 18 إلى 35) سنة.
يشار إلى أن العسل العماني حصل عام 2017 على الجائزة الأولى عالمياً في الفئة الفردية، وهي مخصصة بشكل رئيسي للأفراد الذين ينتجون العسل كتربية وهواية وليس من أجل الربح، كما حصل على الجائزة الثالثة عالمياً في الفئة التجارية في مؤتمر تربية النحل الدولي (Apimondia). ومع هذه الإنجازات فهناك العديد من التحديات التي تواجه هذا القطاع بالسلطنة، والتي تؤثر على نمو حرفة تربية النحل وصناعة منتجات العسل وسبل العيش للمجتمعات الريفية، وترتبط بعضها بالظروف المناخية القاسية في مناطق معينة من البلاد، بينما يتصل البعض الآخر بنقص القدرات التنظيمية.
وتحسن عدد خلايا النحل وإنتاج العسل تحسنا كبيرا ليصل الإنتاج إلى 600 طن من العسل في عام 2016م بفضل الدعم الفني الحكومي وزيادة الفرص المترتبة على تربية النحل، غير أن هذه الفرص لا تزال غير مستغلة؛ لذلك فإنَّ تشجيع الأسر الريفية بما في ذلك النساء على المشاركة في مشاريع تربية النحل وتعزيز قدراتهم سوف يؤدي لتحسين سبل العيش ويُسهم في رفع مستوى الأمن الغذائي بالسلطنة.