تقاسمنا في تجربة الصواب الحلو و المر سنين عدداً، وحلمنا بمؤسسة حزبية، تعددية، (توقف فيها السلطة).
يتصدرها الثابت المبدئي، ويبنى فيها الموقف السياسي على المصلحة العامة، ويسخر فيها المرحلي لخدمة الاستيراتيجي، و تتلاقح فيها خبرة الشيوخ وحماس الشباب، ولهيب إيمانهم؛ لأن رهاننا الأبدي أن من يكسب الشباب يضمن المستقبل.
وفي سبيل هذه المقاربة الفكرية والسياسية، ضحت المنظمة الشبابية – التي نمثلها – بالغالي والنفيس، دفاعا عن خيارات الحزب، وعن مبادئه فأسسنا تجربة شكلت إضافة ثورية للعمل السياسي الوطني، وتفاعلت مع مجمل قضايا المطحونين، وضحايا الأعطاب الاجتماعية، من أرقاء سابقين، وعمال، وكسبة، وطلبة.
واليوم، يؤسفنا أن نعلن أن حلم المؤسسية “وقف في العقبة” بسبب الفردانية التي أصبحت تسير الحزب، و لا أدل على ذلك من التأجيل المستمر للمؤتمر العام الذي هو الفرصة الوحيدة لتقويم اختلالات تجربتنا البنيوية، حتى نالت القيادة السياسية للحزب مأمورية أخرى مجانية.
لقد سعينا جاهدين لرأب الصدع طيلة الفترة الماضية دون أن يخرج الخلاف إلى دائرة الضوء؛ لأن قناعتنا أن المحافظة على تماسك الرفاق مقدمة على ما سواها، فعقدنا اجتماعات تقييمية مطولة، وأطلنا النفَس، وبسطنا الصبر الجميل، لكن التشبت بالقيادة لم يترك لنا بدا.
“إذا لم يكن إلا الأسنة مركب- فما حيلة المضطر إلا ركوبها”.
ولهذه الأسباب، فإننا نعلن ما يلي:
1- انسحابنا من حزب الصواب، متمنين للرفاق التوفيق في مسيرتهم.
2- تمسكنا بمبادئنا الفكرية، التي نعدها ثابتا، لا يقبل التغير.
3- انفتاحنا على كافة الشركاء في الساحة السياسية، وسنأخذ الوقت الكافي لتحديد خياراتنا المستقبلية
نواكشوط بتاريخ : 05 صفر 1442 الموافق 23 سبتمبر/أيلول 2020 :
الموقعون :
رئيس المنظمة الشبابية لحزب الصواب : الدكتورمعمر محمد سالم