يعتقد الكثير من الآباء أن بكاء الطفل ورفضه دخول المدرسة، ليس إلا “دلعَ أطفالٍ”، لذا يتعاملون معه بحدَّة، ومن دون مراعات الجانب النفسي للطفل، ما يجعله أكثر عدوانية وعناداً.
إن عناد الطفل مؤشر على خلل في نفسيته نتيجة سوء التعامل مع غرائزه الفطرية النامية في المرحلة الأولى من عمره، وذلك نتيجة رفض الأهل تصرفات خاطئة معينة، يقوم بها، ويحاولون تقويمها بمنعه عنها بالقول: “لا تفعل كذا أو كذا”.
فمحاولة الأهل بتقويم تصرفات الطفل بهذة الطريقة يزيد من عناد الطفل، والحل هنا يكمن في تغيير السلوك بطريقة مختلفة.
مثلاً إن وجدت الأم طفلها يسكب الحليب على الأرض، فعليها أن تمسك بيديه، وتقول له: هيا لننظف هذا سوياً، بدلاً من “لا تسكب الحليب على الأرض”.
وإذا وجدته يرسم على الجدران، فيمكنها أن تعطيه دفتراً وتخبره بأنها ستصنع له لوحات تعلقها على الجدران، بدلاً من الصراخ في وجهه وتوبيخه لرسمه على الجدار، فالصراخ في وجه الطفل وتوبيخه المستمر يجعله يتلذذ بالمعاندة ورفض ما يُطلب منه.
– دور الأهل:
تقع كثيرٌ من المسؤولية على عاتق الأهل، خاصة الأم، لأنها تحرص دائماً على أن يكون طفلها مطيعاً، ولا تتقبل غالباً فكرة أن له شخصية مستقلة في طور النمو يجب التعامل معها بحساسية شديدة، وألا يتعرض إلى الضغط النفسي نتيجة العقاب المستمر، أو تحويله إلى تابعٍ، وطمس شخصيته بتنفيذ ما تقوله له أو والده دون نقاش.
على الأهل أن يعرفوا تماماً أن طفلهم يمر بمرحلة فطام ثانية بنزعه من حضن أمه، ووضعه في بيئة جديدة وهي المدرسة، ومن المهم تحفيزه بكثير من الأمور التي يحبها، كأن تقول له أمه: إن تماسكت اليوم في المدرسة، ولم تبكِ، وسمعت كلام المعلمة، فسنذهب في رحلة.
وإذا فعل ذلك، فعليها أن تأخذه فعلاً ولا تنسى الأمر، لأن ذلك يؤدي إلى ردة فعل عكسية، ويتخيل الطفل أن أمه كاذبة.
– دور المدرسة:
على الكادر التعليمي التعاون مع الأطفال، ودورهم في هذه الحالة هو الترغيب لا الترهيب، ومحاولة الوصول إلى عقل الطفل بالتدريج لا بالعناد والصراخ والتأنيب، وعلى المعلمة أن تعرف أن توبيخ الطفل وذكر عيوبه أمام زملائه، يزيده عناداً وكرهاً للمدرسة، ويعد هذا الأسلوب من الأساليب الخاطئة في التربية.
– نصائح مهمة:
المسارعة بأخد الطفل إلى طبيب مختص في الأمراض النفسية، إذا شك الوالدان بأن الطفل يعاني من اضطراب نفسي معين وذلك إذا زاد بكاء الطفل وعدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة، أو التعامل مع الأطفال المحيطين به، ومعاندته دخول الصف، أو الاحتكاك بالآخرين لمدة تزيد عن سبوعين.
– يجب مراعاة التعامل مع الطفل العنيد بطريقة التدريج، حيث تكلمه أول مرة بغرض التعرف عليه، وفي أخرى تحاول لفت نظره إلى الفعاليات المقامة في الصف، وفي ثالثة تحفزه ببعض الحلوى، وهكذا إلى أن يألفك ويستمع إلى كلامك.
– عدم الإلحاح على الطفل بترك سلوك معين، لأنه سيشعر بتقييد حريته فتتراجع غرائز نموه.
– استخدام أسلوب التحفيز بدلاً من التوبيخ لحل بعض المشكلات، فالطفل الذي يعاند أكل طعامه، على معلمته أن تستخدم أسلوب السباق بين الأطفال فمن ينهي وجبته يحصل على هدية، أو تضع له نجمة على جبينه.