قد يتعرض العديدُ من الأشخاص لضغوطاتٍ نفسيةٍ وجسديةٍ وبمعدلاتٍ مرتفعة، وفي كثير من الأحيان تفوق تلك الضغوطات قدرتهم على التحمل، مما يجعلهم معرضين للإصابة بالكثير من المشاكل الصحية والنفسية.
ونتيجة التعرض لتلك الضغوطات الكبيرة، قد يشعر المصاب بحالةٍ سيئةٍ، فيقوم جسمه بفرز بعض الهرمونات منها هرمون الأدرينالين، الذي يؤدي لحدوث إرباك في أنشطة الجسم الطبيعية، مما يؤدي إلى حدوث الكثير من المضاعفات لدى المصاب.
ومن ناحية أخرى قد يجعل هرمون الأدرينالين الشخص أكثر نشاطاً ذهنياً وجسدياً، لذلك فقد وقع الخلاف في اعتبار أن الضغط النفسي مرضٌ أم لا.
فتوصَّلوا إلى اعتبار الضغط النفسي الذي يُسبب رد فعل يُضرُّ بالمصاب مرضاً يؤثر عليه سلباً، أما في حال أنَّه لم يَتسبب في أي ضرر له فلا يمكن اعتباره مرضاً.
– تعريف الضغط النفسي:
الضغط النفسي هو رد فعل طبيعي للجسم على أي تغيير يتطلب منه ضبطه أو الاستجابة له.
ويستطيع المصاب التحكم في الضغط النفسي، لأنه يأتي من طريقة رد فعل الجسم على الأحداث.
فعند مواجهة الجسم لضغوطات مفاجئة، يغرق الدماغ بالإنزيمات والهرمونات كهرمون الأدرينالين والكورتيزول، حيث يعملان على زيادة كمية الأكسجين الواصلة إلى العضلات، مما يؤدي إلى رفع معدل ضربات القلب. وبالتالي رفع معدل ضغط الدم وزيادة سرعة التنفس.
ومن الجدير بالذكر أن استمرار الضغط النفسي على المدى الطويل يؤدي إلى الكثير من المشاكل الصحية للجسم.
– أنواع الضغط النفسي:
ولا يمكن تجاهل أن الضغط النفسي جزءٌ لا يتجزء من حياة الناس كافة، حيث يختلف من شخصٍ لآخر في درجته وسببه وكذلك في مدته.
وكما لابد من معرفة أن الضغوط النفسية ليست كلها ذات تأثيرٍ سلبيٍ على الجسم.
فلذلك قام العلماء بتقسيم الضغط النفسي إلى أنواع كما يأتي:
التوتر الحاد (Acute Stress):
ويعرف بكونه رد فعل الجسم الفوري على موقفٍ جديدٍ وصعب، كأن يشعر به الإنسان عند الهروب من حادث سيارةٍ، أو يمكن أن ينتج عن شيء ممتع ومثير للغاية، كالتزلج على منحدرٍ جبلي شديد الانحدار، وهذا النوع من الضغط النفسي لا يسبب أي ضرر.
بل على العكس يمكن أن يكون مفيداً، لأنه يعطي الجسم والدماغ ممارسةً في تطوير أفضل استجابة لمواقف التوتر في المستقبل، ومن ثم تعود أنظمة الجسم إلى وضعها الطبيعي بمجرد مرور الخطر.
التوتر الحاد العرضي (Episodic acute stress):
ويحدث عندما يتعرض الشخص لنوبات متكررة من الضغط النفسي الحاد، ويكون غالباً عند الأشخاص المصابين بالقلق من الأشياء المستقبلية،
مما يجعل الأشخاص يشعرون بأن حياتهم فوضوية، وأنهم ينتقلون من أزمة إلى أخرى، وفي هذه الحالات يمكن أن يؤثر الضغط النفسي الحاد العرضي على الصحة البدنية والعقلية بشكلٍ سيءٍ.
التوتر المزمن (Chronic stress):
يحدث نتيجة تعرض الشخص لمستويات عالية من التوتر لفترة زمنية ممتدة، ويكون له تأثير سلبي على صحة الشخص على المدى الطويل.
وذلك لأنه يجعل الجسم أكثر عرضةً للأمراض مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية، ضعف جهاز المناعة، ارتفاع ضغط الدم، الصداع وصعوبة في النوم بالإضافة إلى اضطراباتٍ في المعدة.
– أسباب الضغط النفسي:
وكما ذكر سابقاً لا يمكن اعتبار الضّغط النفسي مرضاً إلا إذا ألحق الضرر للشخص، فجميع الناس يُصابون بالضغط النفسي خلال حياتهم، ولكن لا يمكن اعتبار جميع الناس مرضى.
فعندما يُؤثر الضغط النفسي بشكل سلبي على الشخص محدثاً اضطراباتٍ لديه في هذه المرحلة فقط يُسمى الشخص مريضاً.
فمن أسباب الضغط النفسي الآتي:
– العمل في مهنة خطيرة.
– الزواج غير السعيد.
– التعرض لحادث خطير، أو النجاة منه.
– إجراءات الطلاق لفترة طويلة.
– العيش مع مرض مزمن.
– العمل لساعات طويلة.
– المشاكل العائلية.
– العمل في وظيفة غير مُرضية.
– التعرض لموقف مُهين.
– الاستعداد لدخول مقابلة.
بالإضافة إلى الكثير من الأسباب الأخرة والتي قد تحمل تأثير سلبي على الجسم، وقد تُشكل خطراً كبيراً إذا تُركت بدون حل.
– كيفية التخلص من الضغط النفسي والقلق:
غالباً مايترافق الضَّغط النفسي والقلق جنباً إلى جنب، فالضغط النفسي يأتي من احتياجاتٍ مطلوبةٍ من الدماغ والجسم، أما القلق يحدث عندما يشعر الشخص بمستوياتٍ عاليةٍ من التوتر أو الخوف.
فالقلق ماهو إلا فرعاً من فروع الضغط النفسي العرضي أو المزمن، ويمكن أن يكون لهما تأثير سلبي شديد على صحة الإنسان.
وطرق التخلص من الضغط النفسي والقلق عديدة نذكر منها:
– تناول نظام غذائي متوازن وصحي.
– الحد من استهلاك الكافيين والكحول.
– الحصول على قسط كافٍ من النوم.
– ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
– كتابة المذكرات التي تعبر عن المشاعر.
– التحدث إلى صديق.
– تعلم المهارات: مثل حل المشكلات وتحديد الأولويات وإدارة الوقت.
– تعزيز القدرة على التعامل مع الشدائد، وتحسين المرونة العاطفية، وزيادة الإحساس بالسيطرة ، وإيجاد معنى أكبر في الحياة وزراعة التفاؤل.
– تحسين العلاقات الشخصية والاجتماعية.
– ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، اليوغا، التأمل والصلاة.
ولكن يبقى من الأفضل الحصول على استشارة طبية من طبيب نفسي، حيث يقدم الإرشادات اللازمة للمريض بناءً على حالته وسببها، وفي بعض الحالات قد يضّطر الطبيب إلى وصف بعض الأدوية كالمهدئات للمريض.