كشف فريق من الخبراء إلى تهديد عالمي يوازي أو يفوق بخطورته ما تسببت به الجائحة العالمية والتي أدت لوفاة أكثر من مليون حالة حول العالم.
وأشار الخبراء إلى إن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية لا تحظى بنفس القدر من الاهتمام مثل كوفيد-19، نظراً لأن الأمراض التي تسببها تنتشر بثبات وبطء، بدلاً من اجتياح العالم في فترة زمنية قصيرة كما يحصل مع فيروس كورونا.
وتؤكد المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أن ما يقارب الثلاثة ملايين أمريكي يصاب سنوياً بعدوى بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية، ويموت منهم نحو 35 ألفاً كل عام.
وعلى الصعيد العالمي تتسبب البكتيريا المقاومة بوفاة نحو 700 ألف إنسان سنوياً، فيما تتوقع منظمة الصحة العالمية أنه، بالمعدلات الحالية، يمكن أن يموت حوالي 10 ملايين شخص بسبب العدوى المقاومة للمضادات الحيوية سنوياً بحلول عام 2050.
ونتيجة للإفراط في وصف المضادات الحيوية، وزيادة استخدامها في الماشية، وعوامل أخرى، أصبح من الصعب للغاية علاج العديد من أنواع العدوى البكتيرية بما في ذلك سلالات السيلان والسل والسالمونيلا.
ويعود ذلك لأن الجزء الضئيل من البكتيريا التي تنجو من هذه المضادات الحيوية تتطور وتتكاثر وتطور المقاومة.
وتقول أستاذة الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو ستيفاني ستراثدي إن “العالم لا يتحدث عن هذا التهديد بما يكفي، فعلى عكس كوفيد-19، الذي ظهر فجأة واجتاح الدول، كانت أزمة البكتيريا الخارقة مستعرة”.
وتضيف: “إنها جائحة بالفعل. إنها بالفعل أزمة عالمية، وهي تزداد سوءاً في ظل فيروس كورونا”.
وتابع أن “الكثير من الاهتمام والموارد التي سيتم تكريسها لتهديد البكتيريا يتم توجيهها حالياً نحو محاولة هزيمة فيروس كورونا، وهذا يعني أن الجائحة قد تؤدي، على نحو معاكس، إلى تفاقم مشكلة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية”.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن مقاومة المضادات الحيوية يمكن أن تلحق الضرر بأي شخص بصرف النظر عن السن وبلد الإقامة، وأيضاً قد تتسبب بتمديد فترة الرقود في المستشفى وارتفاع التكاليف الطبية وزيادة معدل الوفيات.