ولدت الرضيعة “فيا بيرد” مبكراً عن موعدها المقرر بثلاثة أسابيع في أحد مستشفيات مدينة “ملبورن” الأسترالية في الثامن عشر من أبريل العام الجاري؛ وفي البداية كانت حالتها كحالة أغلب الأطفال الذين يوُلدون مبكراً، حيث نامت خلال الأسبوع الأول في حياتها حتى أفاقت على نحو مفاجئ وصرخت دون توقف لمدة 24 ساعة.
وقالت والدتها “جالاتيا يونج” في تصريح للنسخة الأسترالية من صحيفة “ديلي ميل” أن مولودتها توقفت أخيراً عن الصراخ بعد أن أعطاها الأطباء عقاراً لعلاج المغص والارتجاع، لكن بعد أن حلت الابتسامات والضحكات المتواصلة محل الصراخ والبكاء عندما كان عمر الطفلة أسبوعين، شعرت الأم بوجود مشكلة ما.
وأضافت الأم أن طفلتها لا تبكي إطلاقاً بل تظل مستلقية والابتسامة مرتسمة على وجهها كما توقفت عن النوم تماماً ما بين العاشرة مساءاً والسادسة صباحاً، مشيرة إلى أن هذه الأعراض جعلتها تشعر بوجود أمر مقلق خاصة وأنها معتادة على رعاية الأطفال الرضع، لذا حجزت موعداً مع طبيب أطفال.
وأجرت “يونج” ذات الـ28 عاماً بحثاً عبر الإنترنت عن الأعراض التي لاحظت ظهورها على طفلتها وشاهدت مقطع فيديو قصير يتحدث عن حالة تُعرف باسم “Angelman Syndrom” أو “متلازمة أنجلمان” وهي عبارة عن اضطراب عصبي يصيب واحداً من بين كل 15 ألف شخص، وعلمت من خلال الفيديو أن أعراض هذه المتلازمة لدى الأطفال صغيري السن تشمل الابتسام والضحك المتكرر والمغص والارتجاع وصعوبة البلع وعدم البكاء إطلاقاً تقريباً، وهي كلها أعراض تنطبق على طفلتها.
وبعد إجراء الفحوصات الطبية، أكد طبيب الأطفال للأم صحة اعتقادها، وتم تشخيص إصابة الطفلة بهذه الحالة في التاسع والعشرين من سبتمبر الماضي، وهو ما كان صادماً بالنسبة إليها، حيث أنه على الرغم من أن طفلتها ستنمو من الناحية البدنية كأي شخص آخر، إلا أن حالتها المرضية تؤثر سلباً على تطورها العصبي، فضلاً عن أنها من الممكن ألا تقدر على السير إطلاقاً أو التواصل أو التعبير عن احتياجاتها، لذا فهي ستكون في حاجة إلى البقاء قيد الملاحظة والرعاية المستمرة لبقية حياتها.
وأكدت الأم أن التشخيص قلب حياتها وحياة والد طفلتها “جاريث بيرد” رأساً على عقب؛ واستطردت قائلة إن طفلتها تصاب بالغضب كأي طفل آخر، لكن السعادة هي رد فعلها الطبيعي على معظم الأمور، وسوف تبتسم حتى عندما تشعر بالخوف أو عدم الراحة.