كتب الزميل سلطان الزايدي، في صحيفة (عكاظ) السعودية: موضوع التحكيم في مسابقات كرة القدم شائك جداً، لأن بعض تفاصيل الأخطاء المتكررة مزعجة جداً للمتابع الرياضي، خصوصاً في الدوريات القوية في العالم، لكن في المسابقات الكروية السعودية الوضع أكثر صعوبة، فبحكم متابعتي لبعض الأحداث الكروية في الدوريات المهمة لا توجد شراسة في الطرح كما يحدث في مجتمعنا الرياضي، طبعاً الأسباب واضحة ومعروفة تتمثل في التعصب، وتأجيج الشارع الرياضي ببعض المواقف والأطروحات خصوصاً في بعض البرامج والصحف التي أخذت على عاتقها منذ سنوات ممارسة هذا الأسلوب، زعماً منهم أنه نوع من أنواع الإثارة، طبعاً نتحدث عن الظاهر كمبرر لهم مهما كان نوع هذا المبرر ودرجة خطورته على المجتمع الرياضي.
وتابعت عكاظ: هذا الحديث لا يعني أن دورينا أو بقية مسابقاتنا الكروية لا تخلو من الأخطاء التحكيمية، بل إن الأخطاء التحكيمية بصورة أو بأخرى تغذي التعصب، وتشعل فتيل الإحساس بالظلم بين الجماهير، ما أريد قوله هنا إن الأحداث المرتبطة بالتحكيم مع بعض الأطروحات الإعلامية لن تساعد المسؤول على تطوير الجانب الرياضي التنافسي على العمل، وتقديم الجهد المطلوب للارتقاء بكرة القدم السعودية، وهذا الأمر واضح، فحين تحضر الشكوك بسبب التحكيم، ويغذي هذه الشكوك الطرح الإعلامي غير المتزن فإن المسؤول مع فريق عمله سيدخل في دوامة البحث عن الحقيقة، وبالتالي هذا الأمر سيؤثر على خطط العمل الموضوعة، بدليل لا تخلو لقاءات وزير الرياضة الإعلامية من الحديث عن مشكلات كرة القدم والمتمحورة في قضايا التحكيم المتكررة!
وأضافت: يجب أن ندرك أن الأخطاء الكثيرة تحرج المسؤول عن العمل في اتحاد كرة القدم، وبالتالي هذا الإحراج سيطول المسؤول الأول عن الرياضة، وكل هذه التداعيات سيكون لها مردود سلبي على نوعية العمل المراد إنجازه والمرتبط برياضات أخرى.
إن حصر مشكلات كرة القدم في مسابقاتنا الكروية ليس بالأمر الصعب، والسعي لمعالجتها وفق منهج واضح يرتكز على النزاهة وتحقيق العدل بين الجميع سيجعلنا نعيش وضعاً كروياً جماهيرياً وإعلامياً بشكل جيد، وسنلاحظ انخفاض وتيرة الاحتقان الجماهيري، ومن أهم المشكلات المراد معالجتها التحكيم، ولن يتم علاج هذه المشكلة إلا حين ندرس أبعادها وكل تفاصيلها، وذلك من خلال تفاصيل معينة تعتمد في المقام الأول على الاختيارات المناسبة سواء على مستوى لجان التحكيم، أو من خلال نوعية اختيار الحكام، ومدى قدرتهم على التعامل مع دوري قوي مثل دورينا، سواء كان هؤلاء الحكام محليين أو أجانب، فالمحليون ستكون مسؤولية الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلاً في لجنة التحكيم مرتبطة بعملية التأسيس، والتدريب المناسب، ووضع البرامج الجيدة لصقل الحكم السعودي إلى أن يصل إلى ميادين كرة القدم ويكلف بالمباريات، ومن ثم تبدأ عملية التوجيه والتقييم، أما الحكام الأجانب الذين يأتون لإدارة المباريات، فيجب أن تتمحور مسؤولية لجنة التحكيم حول نوعية الاختيار، ومن هم الحكام الذين من المفترض أن يقودوا بعض المباريات في المسابقات السعودية، إذن من هنا يجب أن تكون الصورة واضحة للجميع، فجزء من مشكلات التحكيم يكمن في الاختيار، فالاختيارات الجيدة تقلل من عملية وقوع الحكم في بعض الأخطاء التحكيمية، وأيضًا وضع ضوابط للعمل الإعلامي والمتعلق بالفقرة التحكيمية التي أصبحت مرافقة لكل البرامج الرياضية، بحيث إن الطرح يكون واضحًا، والحديث لا يخرج عن سياق قانوني بحت، بمعنى أنه لا يمكن أن يقبل المتابع اختلافًا في قانون واضح وصريح، فمواد القانون واضحة، والحديث عن الحالات التحكيمية لا يجب أن يخرج عن إطار القانون.