بعد القيام بمراجعة دقيقة لفاعلية اللقاح ومأمونيته والتي وضحتها التجارب والدراسات السريرية والتحقق من جودة اللقاح، تتأهب السعودية لاستقبال أولى الدفعات من لقاح «كورونا» وفق معايير ومتطلبات خاصة أقرتها الجهات المعنية في البلاد.
وأكدت وزارة الصحة السعودية، عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن لقاح كورونا وسيلة آمنة وفعالة للعودة «لحياتنا الطبيعية تدريجياً»، منوهة إلى أنه وسيلة سهلة وآمنة للوقاية من الإصابة بالعدوى أو نقلها.
وشددت الوزارة على خضوع اللقاح لاختبارات السلامة وتجربته قبل الموافقة عليه ومراقبة نتائجه باستمرار، مشيرة إلى أن أخذ اللقاحات يساهم في حفظ الحياة وحماية المجتمعات والمحافظة على الصحة العامة.
وكشفت الوزارة في بيان نقلته وكالة الأنباء «واس» أمس أنه سيتم استقبال توريد اللقاح خلال الأيام القادمة، موضحة أنه سيكون البدء في حملة التطعيم حسب المراحل والفئات المستهدفة.
وأكد الدكتور عبد الله عسيري وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» أن استراتيجية التحصين ستعتمد على مبدأ الأولوية في الحصول على اللقاح للفئات الأكثر عرضة للإصابة والمضاعفات الشديدة ثم التوسع بعد ذلك إلى باقي أفراد المجتمع، مؤكداً على اتخاذ المملكة إجراءات مشددة لاختيار أكثر اللقاحات فعالية وسلامة.
وكانت الهيئة العامة للغذاء والدواء أعلنت الخميس الماضي عن تسجيل لقاح «فايزر – بيونتيك» بعد أن تقدمت شركة «فايزر» لطلب الموافقة على تسجيله، وذلك إثر مراجعة وتقييم ملفات التسجيل من جوانب عدة شملت تقييم بيانات فاعلية اللقاح وسلامته، التي توضحها التجارب والدراسات السريرية، وكذلك التحقق من جودة اللقاح من خلال مراجعة البيانات العلمية التي تبين جودة التصنيع وثباتية المنتج، إضافة إلى التحقق من مراحل التصنيع والتزام المصنع بتطبيق أسس التصنيع الدوائي الجيد حسب المعايير الدولية.
وأوضحت الهيئة أنها ستقوم بتحليل لعينات من كل شحنة واردة من اللقاح قبل استخدامه لضمان جودته، مشيرة إلى عقد اجتماعات عدة لدراسة البيانات التي قدمتها الشركة، شملت اجتماعات مع خبراء وعلماء مختصين محليين ودوليين، إضافة إلى الاجتماع مع الشركة المصنعة وممثليها للإجابة على الاستفسارات التي قدمتها الهيئة، كما تم أخذ رأي الفريق العلمي الاستشاري للأمراض المعدية المنبثق من اللجنة الاستشارية العلمية للدراسات السريرية.
ودشنت السعودية مرافق تخزين ومناولة لاستقبال اللقاحات الخاصة بـ«كورونا» في محطة سال للشحن بقرية الشحن النموذجية بمطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض التي تهدف لتخزين جرعات اللقاح وتمكين نقلها.
في غضون ذك، واصل منحنى الإصابات اليومية بفيروس «كوفيد – 19» في السعودية تسجيل أعداد إصابة لا تتجاوز الـ170 إصابة وهي الأقل منذ أبريل الماضي، مع تراجع للحالات النشطة في البلاد إلى 3366 حالة وتسجيل حالات شفاء تفوق حالات الإصابة المسجلة يومياً.
ورصدت وزارة الصحة السعودية أمس 166 إصابة مؤكدة جديدة بالفيروس، ليصبح عدد الحالات المؤكدة في المملكة 359 ألفا و749 حالة، من بينها 3366 حالة نشطة لا تزال تتلقى الرعاية الطبية ومعظمهم حالتهم الصحية مطمئنة، منها 517 حالة حرجة.