أحد الأمراض النفسية التي يمكن أن تصيب الإنسان هو الوسواس القهري وهو رابع الأمراض النفسية انتشاراً بعد الفوبيا، والإدمان، والاكتئاب الشديد، وفيه يشعر المريض بحالة من الهوس، أو الإكراه الشديد لفعل شيء، أو أن يقوم بواحد من الأعمال المؤلمة، أو أن تراوده بعض الأفكار المتكررة.
وقدم واحد من التقارير المتعلقة بالصحة العقلية الصادر عن منظمة الصحة العالمية عام 2001 معلومات تفيد بأن الوسواس القهري كان واحداً من بين 20 سبباً لحدوث بعض الحالات المرضية في جميع أنحاء العالم، حيث كان تأثيره يمتد للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 44 عاماً.
ويمكن أن يسبب الوسواس القهري الإصابة ببعض الإعاقات الوظيفية بالجسم، كما أن له تأثير كبير على الحياة الاجتماعية والحياة العملية، ولهذا لابد من أن يبحث المريض عن المساعدة والعلاج، حتى لا تتأثر حياته بهذا المرض الخطير.
وفي الغالب يتطور الوسواس القهري إلى حالة مزمنة، إذا لم يتم علاجه، ومع حدوث بعض النوبات، قد يبدو أن الأعراض تتحسن، ولكن بدون علاج، تكون معدلات انخفاض الأعراض والحصول على حالة من الهدوء قليلة، تمثل ما يقارب حوالي 20% فقط.
ومع ذلك، حوالي 40 % من الأشخاص الذين أصيبوا بالوسواس القهري في مرحلة الطفولة أو المراهقة، فستقل لديهم الأعراض في مرحلة البلوغ المبكر.
ويعتمد علاج الوسواس القهري على مقدار تأثير الحالة على قدرة الشخص على العمل وتتضمن طرق العلاج المبدئية للوسواس القهري ما يلي:
– العلاج السلوكي المعرفي، ومثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية.
– مزيج من مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية والعلاج السلوكي المعرفي.
وبدون علاج، يمكن أن يتحسن الوسواس القهري الخفيف، لكن الوسواس القهري المعتدل إلى الشديد لن يتحسن وغالباً ما يزداد سوءاً، كما أن العلاج الناجح يمكن أن يحسن الأعراض بشكل ملحوظ.
عادة ما يكون علاج أعراض الوسواس القهري فعالاً، حيث تقل الأعراض تدريجياً مع اتباع طرق العلاج التي ينصح بها الطبيب، وتزيد قدرة المريض على السيطرة على مثل هذه الأعراض، ولكن يجب الاستمرار في العلاج أو قد تعود الأعراض للظهور مرة أخرى.
وعادة ما تستمر رحلة العلاج في الحالات غير المعقدة ما بين 6 أشهر إلى 12 شهر، ولكن في الحالات التي تتميز بحدة أعراضها ستكون فترة التحكم في الأعراض والسيطرة عليها أطول