قد تتسبب الإصابة ببعض الأمراض والاضطرابات النفسية بالعديد من المخاطر الصحية التي قد تتربص بصحة الإنسان الجسدية أيضاً.
حيث أظهرت دراسة جديدة أن الاكتئاب مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية في وقت لاحق من الحياة.
وجاءت نتائج الدراسة بعد تحليل خبراء جامعة كامبريدج السجلات الصحية لأكثر من نصف مليون شخص ليس لديهم تاريخ سابق بأمراض القلب والدورة الدموية.
وكان أولئك الذين أبلغوا عن أشد أعراض الاكتئاب، أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية بعد أكثر من عقد.
وقال البروفيسور إيمانويل دي أنجيلانتونيو، من جامعة كامبريدج: “هذا هو أكبر دليل حتى الآن على أن المشاعر المتعلقة بالاكتئاب مرتبطة بفرصة إصابة الشخص بأمراض القلب أو السكتة الدماغية في المستقبل، والخطر الأكبر الملحوظ صغير من حيث الحجم، وهذه النتائج ليست سوى جزء واحد من اللغز”.
وعند الانضمام إلى الدراسات، حصل المشاركون على درجة بناء على استبيانات لتقييم مزاجهم وأي أعراض اكتئاب عانوا منها خلال الأسبوع أو الأسبوعين السابقين.
وقُسّمت هذه الدرجات إلى خمس مجموعات بناء على زيادة شدة الأعراض.
وفي مارس 2020، تم تقييم المشاركين على معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (CVD)، وهو اسم شامل للحالات التي تؤثر على القلب أو الدورة الدموية، وتشمل السكتة الدماغية إلى جانب ارتفاع ضغط الدم والخرف الوعائي.
وأفاد باحثون أن أولئك في المجموعة التي سجلت أعلى الدرجات، والذين يعانون من أعراض الاكتئاب الشديدة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب أو الإصابة بسكتة دماغية، مقارنة بالأشخاص الذين حصلوا على أقل النتائج.
كما وتوجد مخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية حتى بعد احتساب عوامل الخطر لأمراض القلب والدورة الدموية، مثل العمر والجنس وحالة التدخين وتاريخ الإصابة بمرض السكري وضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم ومستويات الكوليسترول.
ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن “حجم الارتباطات كان متواضعاً”، مضيفين أن أعراض الاكتئاب لم تقس إلا عندما انضم كل فرد إلى الدراسة.
وهذا يعني أن الدرجات لا تعكس بالضرورة مشاعر الشخص طوال الوقت الذي كان فيه جزءاً من الدراسة.
ولم يثبت الفريق أيضاً وجود علاقة سببية، ما إذا كان الاكتئاب يسبب مشاكل صحية لاحقة على وجه التحديد.
وقال البروفيسور دي أنجيلانتونيو: “نحن الآن بحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لفهم ما إذا كانت هذه الارتباطات الملحوظة سببية، والبيولوجيا المحتملة وراء هذا الارتباط”.
ويشدد الفريق أيضاً على أن أولئك الذين يعانون حالياً من مشاكل الصحة العقلية، لا ينبغي أن يقلقوا من الدراسة.
ويمكن لأي شخص أن يساعد في الوقاية من مشاكل القلب في وقت لاحق عن طريق الإقلاع عن التدخين، وتقليل الكحول، والحفاظ على النشاط البدني وتناول نظام غذائي صحي متوازن، سواء كان مصاباً بالاكتئاب أم لا.