قد يعتقد البعض أن الخرف والزهايمر اسمان لمرض واحد، لكنهما مرضان يختلفان كل الاختلاف عن بعضهما.
فالخرف هو المصطلح الأشمل، وهو مجموعة الأعراض التي تؤثر على الذاكرة وأداء الأنشطة اليومية، والقدرة على الاتصال.
بينما ألزهايمر هو شكل من أشكال الخرف، ويزداد سوءاً مع مرور الوقت ويؤثر على الذاكرة، واللغة، والتفكير.
قد يصاب الشباب بالخرف أو ألزهايمر، إلا أن خطر الإصابة قد يزيد مع تقدم العمر، ورغم ذلك لا يعتبر الإصابة بهما جزءاً طبيعياً من الشيخوخة، وقد تتداخل أعراض كل من ألزهايمر والخرف، ولكن يجب أن تعرف الفرق بين الخرف والزهايمر للتعامل الصحيح مع كل منهما.
الخرف هو متلازمة وليس مرض، والمتلازمة تعني مجموعة من الأعراض التي ليس لها تشخيص محدد، ويشمل الخرف كل الأعراض التي تؤثر على المهام والوظائف المعرفية الذهنية مثل، الذاكرة والمنطق.
كما أنه مصطلح يشمل العديد من الحالات المرضية وألزهايمر هو واحد منها وهو أكثرها شيوعاً، وقد يعاني الناس من أكثر من نوع من أنواع الخرف، ويسمى ذلك بالخرف المختلط، ولا يمكن تشخيص هذا النوع بدقة إلا من خلال تشريح الدماغ.
مع تقدم متلازمة الخرف، يزداد تأثيره على قدرات المريض على العمل، وهو السبب الرئيسي لإعاقة الكبار وعدم قدرتهم على العمل، مما قد يجعلهم عبئاً مادياً وعاطفياً على أسرهم.
ومن السهل إغفال الأعراض المبكرة للخرف، فهي قد تكون خفيفة، وعادة ما تبدأ بالنسيان، ويصعب على مرضى الخرف الشعور بالوقت وإدراكه.
ومع تقدم المرض، يزداد النسيان ويصعب تذكر الأسماء والأشخاص، وضعف القدرة على اتخاذ القرار.
كما أن تكرار نفس الأسئلة من أعراض المرض أيضاً، وفي المراحل الأكثر تقدماً من المرض، يصبح الشخص غير قادر على رعاية نفسه وتتغير سلوكياته، وقد يصاب بـالاكتئاب، وقد يميل إلى العدوانية.
أما أسباب الخرف فتتمثل:
يزداد احتمال الإصابة بالخرف مع تقدم العمر، وتلف خلايا الدماغ، والإصابة بالأمراض مثل ألزهايمر، باركنسون، وهنتغتون، وكل سبب يؤدي لتلف خلايا معينة في الدماغ، وهناك أسباب أخرى منها:
– فيروس نقص المناعة البشرية.
– أمراض الأوعية الدموية، والسكتة الدماغية.
– الاكتئاب، واستخدام الأدوية المزمن.
أما الزهايمر فهو مرض يتطور تدريجياً وببطء، وأعراضه تؤثر سلباً على الذاكرة، والوظائف المعرفية، والسبب الدقيق وراء الإصابة بهذا المرض غير معروف ولا يوجد له علاج نهائي، بل يتمثل العلاج في التعامل مع المرض دون القضاء عليه.
آثار مرض ألزهايمر يبدأ الضرر في الدماغ قبل ظهور الأعراض بسنوات، إذ تتشكل رواسب بروتينية غير طبيعية في الدماغ، ثم يُفقد الاتصال بين الخلايا وتبدأ في الموت، وفي الحالات المتقدمة، قد ينكمش الدماغ.
ويصعب تشخيص المرض بدقة عندما يكون الشخص حياً، لأن الطبيب يحتاج لتشريح الدماغ، لكن ينجح الأطباء في تشخيص أعراض المرض بنسبة 90 %.
يمكن أن تتداخل أعراض كل من مرض الخرف والزهايمر، ولكن هناك بعض الاختلافات، فكلاهما يمكن أن يسبب: انخفاض القدرة على التفكير، وضعف الذاكرة، إضافة اضعف القدرة على التواصل.
وتشمل أعراض مرض الزهايمر المختلفة، ما يلي:
– صعوبة تذكر الأحداث الأخيرة أو المحادثات، واللامبالاة.
– الاكتئاب، وعدم القدرة على الحكم، والارتباك.
– التغيرات السلوكية، وصعوبة في النطق، وصعوبة البلع أو المشي في مراحل متقدمة من المرض.
بعض أنواع الخرف قد تشارك ألزهايمر بعض هذه الأعراض إلا أن هناك أعراض مختلفة يستطيع الطبيب بناءاً عليها تشخيصها.