جلد الذات اضطراباً نفسياً، خلاله يلوم الفرد نفسه على أخطاء أو قرارات يراها في الأوقات العصيبة غير صحيحة، بشكل مستمر، فيما يعجز عن مسامحة نفسه أو التسامح معها.
ويبدأ هذا الشعور المدمر للنفس بالنمو، عندما ينشأ الطفل وسط ضغط شديد مارسته العائلة لدفعه نحو التفوق، عن طريق الإساءة العاطفية أو الجسدية.
وهو ما يضعف قدرته على مواجهة الأزمات، إضافة إلى أن جلد الذات لا يأتي منفرداً، بل يصاحبه عدد من الاضطرابات النفسية الأخرى كالقلق والتوتر والخوف المرضي.
يمكن الاستدلال إلى الإصابة بجلد الذات، عبر الأعراض التالية:
– خجل الشخص من جراحه أو آلامه، أو إلقاء اللوم على نفسه بسبب الحساسية الزائدة.
– معاقبة النفس طبقاً لقاعدة “لو”، بمعنى لو كنت أكثر عقلانية، لما وصلت الأمور لهذا الحد.. وهكذا.
– الاعتماد على استراتيجية كتمان الألم داخلياً والابتعاد عن الاحتكاك، والبحث عن الكمال في كل ما يفعله
– المغالاة في انتقاد التصرفات، ملاحظة الشراهة أو الإفراط في تناول الطعام، أو شراهة لأي من الأساليب الإدمانية العقابية.
– الإيذاء النفسي والبدني، أو نعت النفس بوصوف وأسماء غير محببة، وقد تتمنى أن تنتهي حياتك الآن أو أنك لم تولد من الأساس.
هناك عدة خطوات يمكن من خلالها التعافي من جلد الذات
– أولها مسامحة النفس والآخرين، وهي تعتبر الخطوة الأصعب، لكنها محاولة تستحق العناء:
– كانت مجرد تجربة: عليك إدراك أن ما مضى كان مجرد تجربة، لا ينبغي التوقف عندها أبد الدهر، بل ينبغي النظر إليها والتعلم منها، والاستمرار في رحلة الحياة، بالخبرات التي اكتسبتها من التجارب.
– تحمل المسؤولية: لا يعني التسامح تجاهل الماضي بشكل كامل، أو تبرير الخطأ، لكن الغرض هو تقييم الماضي بشكل غير مبالغ فيه، بلا تفريط أو إفراط، ويساعدنا تحمل المسؤولية على عدم المبالغة في المشاعر السلبية.
– لا تكتم مشاعرك: بعد تحمل المسؤولية، إذا شعرت بالندم أو الأسى، وهي أحاسيس طبيعية، عليك أن تعلن هذه المشاعر كي لا ترى نفسك شخصاً سيئاً أو عديم القيمة، أو تُصاب بالاكتئاب.
ولذلك يجب عليك محاولة تصحيح الخطأ، ولا يعني تصحيح الخطأ أن تصلح ما أفسدته فحسب، بل أن تُساعد نفسك على التخفيف من معاناتك وندمك.