تربط النوم والطعام علاقة وثيقة حيث أن كل منهما يؤثر بطريقة ما على الآخر حيث أن الحرمان من النوم له تأثير على الشهية وخيارات الطعام، مما يزيد من احتمالية الإفراط في تناول الطعام واستهلاك الأطعمة غير الصحية، وعلى العكس فإن الإفراط في تناول الطعام يؤثر على النوم وجودته.
وفيما يلي العلاقة بين الإفراط في تناول الطعام والشعور بالأرق، وبعض النصائح الهامة لتحسين جودة النوم، وفقًا لـ ” Sleep foundation.org”.
وجدت الدراسات البحثية أن النوم غير الكافي يزيد من الإفراط في تناول الطعام وخيارات الطعام غير الصحية، تعتبر اضطرابات إنتاج الهرمونات الطبيعية عاملاً دافعاً وراء الحرمان من النوم مما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام، يلعب النوم دوراً حيوياً في تنظيم مستويات الهرمونات، بما في ذلك هرمونات اللبتين والجريلين، وهي جزء لا يتجزأ من الجوع والشهية.
يرتبط الجريلين ارتباطاً وثيقاً بالجوع بينما يرتبط هرمون اللبتين بالشعور بالشبع، وُجد أن قلة النوم تؤدي إلى زيادة مستويات هرمون الجريلين وانخفاض مستويات هرمون اللبتين مما يؤدي إلى زيادة الجوع والشهية.
هذا يزيد من احتمالية الإفراط في تناول الطعام، خاصة وأن المزيد من الاستيقاظ يوفر فرصًا متزايدة لتناول الطعام.
كما يؤثر النوم غير الكافي على أجزاء الدماغ التي تحدد طريقة تفكيرنا في الطعام، في الدراسات التي أجريت على الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم.
تم تعزيز نشاط الدماغ في المناطق التي تشارك في رؤية الطعام كمكافأة إيجابية، مما يجعل الشخص أكثر عرضة لتناول الكثير من الطعام.
على جانب آخر فإن الإفراط في الأكل يمكن أن يتعارض مع النوم الطبيعي، بعد تناول وجبة كبيرة يتعين على الجسم تكريس الطاقة لعملية الهضم والتي عادة ما تستغرق عدة ساعات.
لكن الهضم عادة ما يتباطأ أثناء النوم، مما يضع عملية النوم الطبيعية للجسم على خلاف مع احتياجات المعدة لعملية الهضم، قد يفسر هذا سبب اكتشاف الدراسات زيادة اضطرابات النوم بعد الأكل قرب موعد النوم.
وجدت الأبحاث ارتباطاً بين تناول كميات أكبر من السعرات الحرارية والدهون وقلة النوم، قد تتفاقم آثار الإفراط في الأكل على النوم بسبب الإفراط في تناول أنواع معينة من الأطعمة.
على سبيل المثال، ترتبط الوجبات التي تحتوي على نسبة منخفضة من الألياف وكميات عالية من السكر والدهون المشبعة بالنوم المتقطع.
يمكن أن يسبب الإفراط في تناول الطعام الشعور بعدم الراحة، والذي يمكن أن يكون عائقًا أمام النوم، إلى جانب جعل الشخص يشعر بالشبع الشديد، قد تؤدي الوجبات الكبيرة إلى حدوث ارتداد الحمض وتفاقمه.
مما يؤدي إلى صعوبة الحصول على نوم جيد بسبب حرقة المعدة، قد تكون الحموضة المعوية أكثر احتمالا إذا كان الإفراط في تناول الطعام يتضمن أطعمة معينة مثل الأطعمة الغنية بالتوابل والأطعمة الدهنية والشوكولاتة، والتي يمكن أن تسبب عسر الهضم.
كما يمكن أن تؤدي الوجبات الكبيرة التي تحتوي على أطعمة معينة إلى اضطراب النوم عن طريق زيادة درجة حرارة الجسم، وهو ما يتعارض مع عملية تبريد الجسم المعتادة أثناء النوم.
وقد تساعد بعض النصائح البسيطة في تحسين العلاقة بين التغذية والنوم والحصول على عدد ساعات وجودة أفضل للنوم، ومن أبرز تلك النصائح ما يلي:
– الانتظار 3 إلى 4 ساعات قبل الذهاب إلى الفراش حتى يتسنى للجسم الوقت الكافي للهضم.
– الابتعاد عن الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون المشبعة والاتجاه إلى الخيارات الصحية.
– شرب الماء قد يتسبب في الشعور بالامتلاء في تجنب شرب الماء، لكن من المهم المحافظة على رطوبة الجسم، لكن مع ضرورة تجنب المشروبات.
– تجنب الكحوليات والكافيين كلاهما يمكن أن يتداخل مع النوم.
– يمكن تجربة النشاط البدني الخفيف مثل المشي لمسافة قصيرة بوتيرة بطيئة أو معتدلة أو التمدد الخفيف قد يساعد على الشعور براحة أكبر أثناء الهضم.
– منع الحموضة المعوية هناك استراتيجيتان لمنع ارتداد الحمض تشمل رفع رأس السرير كاختيار وسادة مرتفعة قليلًا و النوم على الجانب اليسار، فقد تساعد هذه الخطوات على النوم دون مقاطعة.
– تهيئة غرفة النوم قد يساعدك التخلص من اضطرابات النوم المحتملة، مثل التخلص من الضوء الزائد أو الضوضاء، واختيار مفارش مناسبة ووسادة مريحة.