أكد موقع وورلد سوشاليست الأمريكي أن شركات الأموال في بورصة وول ستريت تحقق أرباحاً طائلة بسبب جائحة كورونا والوفيات الناجمة عنها مشيراً إلى أن إخضاع الصحة العامة لأوامر ومصالح هذه الشركات كانت العنصر المستمر والثابت في سياسة واشنطن منذ بداية الجائحة.
وأوضح الموقع أنه مع تجاوز عدد الإصابات بالفيروس عتبة المليون في الولايات المتحدة يوم الاثنين الماضي أغلق داو جونز الصناعي وهو مؤشر لأكبر 30 شركة صناعية أمريكية في بورصة نيويورك على ارتفاع بـ 400 نقطة مسجلاً بذلك رقماً قياسياً في الأرباح مبيناً أن المؤشر أغلق على ارتفاعات قياسية 70 مرة خلال العام الماضي بالتوازي مع وفاة 478 ألف أمريكي جراء الوباء وذلك في ثالث سنة لأرباح مضاعفة حققتها الشركات التي يمثلها داو جونز.
وقال الموقع إن عائدات وأرباح أسواق الأسهم الأمريكية كانت كوفيات كورونا في الولايات المتحدة أعلى في عام 2021 مقارنة بـ 2020 حيث ارتفع داو جونز على سبيل المثال 18 بالمئة العام الماضي مقارنة بـ7 بالمئة فقط في العام الذي سبقه.
وبين الموقع أن التوافق بين أعداد الإصابات المتزايدة بالفيروس وأسعار الأسهم منذ انتشار فيروس كورونا متكامل فالأسواق تهبط حينما توجد مؤشرات على تطبيق إجراءات مشددة للحد من تفشي الفيروس وترتفع عندما يتم السماح بانتشار المرض دون أدنى اهتمام.
وأشار الموقع إلى أن المخاوف من أن يؤدي انتشار متحور أوميكرون الجديد من كورونا أوائل كانون الأول الماضي إلى إغلاق المدارس والأعمال اسفرت عن انخفاض واضح في بورصة وول ستريت لكن هذا الانخفاض انتهى في الـ 21 من الشهر ذاته عندما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن إدارته ستضمن ألا يؤدي فيروس كورونا إلى إغلاق الأعمال والمدارس من جديد ومن ذلك الوقت ارتفع مؤشر داو جونز أكثر من ألفي نقطة ليصل إلى سجلات قياسية لم يسبق له تسجيلها رغم ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بكورونا .
ولفت الموقع إلى التوافق الكامل بين سياسة واشنطن بشأن فيروس كورونا ومصالح الشركات الكبرى في وول ستريت لافتة بهذا الشأن إلى اعترافات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأنه قلل من خطورة الفيروس عند وصوله إلى الولايات المتحدة خوفاً على الأعمال في وول ستريت كما أن معظم المستفيدين من حزمة المساعدات المالية التي أقرتها واشنطن في آذار عام 2020 بقيمة 3ر2 تريليون دولار ذهبت مباشرة إلى شركات تربطها علاقات جيدة بالإدارة الأمريكية.
وخلص الموقع إلى القول إن النخبة الحاكمة في الولايات المتحدة بما تمثله من شركات كبرى تعرف جيداً أن الإدارة الأمريكية بغض النظر عمن يترأسها ستضمن عدم حدوث انخفاض في قيمة الأسهم بوول ستريت لافتاً إلى أن أعداد الوفيات الهائلة من فيروس كورونا بين الأمريكيين يوازيها بالمقابل أرباح طائلة تحققها هذه الشركات حيث ازدادت ثروة الأغنياء بنحو 2.1 تريليون دولار مقارنة بعام 2019 أي قبل ظهور الفيروس .
