سياسي روسي: الحرب في أوكرانيا حرب قدرات وإمكانات

اعتبر المحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف أن الحرب في أوكرانيا تحولت إلى حرب قدرات وإمكانات طويلة تخوضها روسيا ضد الولايات المتحدة والغرب وبإمكانها الانتصار فيها إذا أدى تبادل العقوبات والضربات الاقتصادية إلى زعزعة استقرار الغرب والوصول حد التفكك.

وأشار نازاروف في مقال نشره موقع روسيا اليوم إلى أنه لم يعد هناك أحد يظن أن روسيا في حالة حرب مع أوكرانيا فقط وليس مع الولايات المتحدة ومع ذلك تستمر الأغلبية عبثاً في قياس النجاح في اللعبة الكبرى من خلال أحداث الحرب الروسية الأوكرانية وليس من خلال أحداث المواجهة الروسية الأمريكية.

وأضاف المحلل الروسي: إن روسيا يمكنها هزيمة الغرب قبل النصر في أوكرانيا أو حتى من دون نصر عسكري فيها إذا ما أدى تبادل العقوبات والضربات الاقتصادية الأخرى إلى زعزعة استقرار الغرب إلى حد التفكك وذلك هدف أصبح أسهل بالنسبة لموسكو بسبب الكارثة المتنامية في الاقتصاد الغربي وتسارع التضخم هناك واستحالة كبحه من دون التوقف عن طباعة نقود.

ولفت نازاروف إلى أن الولايات المتحدة لا تجد سبباً للإسراع بإنهاء الحرب فهي تفضل أن تقتصر على دماء الأوكرانيين، فيما موسكو تشارك بجيش روسي محترف والحرب لا تؤثر على المجتمع الروسي الذي يقف متكاتفاً إلى أقصى الحدود حول الرئيس ومستعداً لتحمل المصاعب في مواجهة الولايات المتحدة.

وتابع نازاروف إن الحرب الرئيسية لروسيا هي حرب اقتصادية مع أوروبا وواشنطن وقد بدأت موسكو لتوها باستخدام قدراتها في تلك الحرب، ولأسباب طبيعية ستكون المعركة الرئيسية في الخريف والشتاء عندما يكون لأوراق اللعب الرابحة لدى روسيا مثل الطاقة والغذاء الوزن الأكبر.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة نفذت مآربها بالتعجيل ببدء الاشتباك وكان سحب قواتها من أفغانستان على نحو عاجل صيف عام 2021 دليلاً دامغاً على تخطيطها للصراع في أوكرانيا وقبل اندلاع الحرب بيومين أصدر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مرسوماً بشأن التعبئة العامة أي أن غزو أوكرانيا لإقليم دونباس أصبح أمراً لا مفر منه بعد بضعة أسابيع فقط وإذا لم تتدخل روسيا كان لا بد من خوض القتال في دونيتسك ولوغانسك مع تشكيلات كاملة من الأعمال العدائية من جانب الغرب.

وختم نازاروف بالقول إنه ليس هناك من شك في أن الولايات المتحدة محكوم عليها بالسقوط لأسباب داخلية فحسب بغض النظر عن تصرفات روسيا ومع وضع الرد الروسي في الاعتبار فإن هذه العملية سوف تتسارع مضيفاً إنه لا يكمن الخطر في خسارة روسيا وإنما في لجوء الولايات المتحدة إلى الحرب النووية حينما تدرك أنها محكوم عليها بالخسارة المؤكدة.

تابعنا على Google News

تابعنا