الإمارات نيوز – لؤى وحيد
مشاهد تدمي القلب وتدمع العين، تشعر بأنك مكتوف الأيدي أمام صرخات الكثير من الأشخاص ليتسلل من بينهم بكاء الأطفال الصغار، أمام النيران المشتعلة التي تحيط بهم من كل مكان، وتأكل في الأشجار وتلتهم جدران البيوت لتصبح حرائق عدّة في كل مكان يعجز الجميع عن إطفائها، فضلاً عن حالات النزوح الجماعية من المدن، لنشاهد في نهاية الأمر لبنان يحترق.
بدأ الأمر، فجر اليوم الثلاثاء، من اندلاع النيران في عدة أماكن بلبنان، التي التهمت مساحات واسعة من أشجار الزيتون والأعشاب اليابسة واقتربت من المناطق السكنية مما سببت الذعر والهلع بين المواطنين.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام نقلا عن المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، إن هناك حوالي 103 حرائق مندلعة على الأراضي اللبنانية، تعمل على إخمادها حوالي 200 آلية من الدفاع المدني، بينما أعلن الدفاع المدني اللبناني عن إصابة 5 من رجاله خلال محاولتهم إخماد الحرائق حيث تشير المعطيات إلى أن أكبر الحرائق اندلعت في بلدة المشرف بجبل لبنان.
وأوضحت الوكالة أن الرياح الحارة التي تشهدها البلاد، ساهمت في امتداد النيران إلى أراضي بلدتي مشحا والشيخ محمد حيث اقتربت من المنازل، قبل أن يتمكن عناصر الدفاع المدني ومتطوعون، بدعم من الجيش وقوى الأمن الداخلي، من السيطرة على ألسنة اللهب وإخمادها.
وأضافت أن أربعة حرائق اندلعت في بلدة كروم عرب، مشيرة إلى أنها أتت على مساحات من الأشجار واجتاحت مقبرة البلدة ولامست المنازل. وذكرت أن مزيدا من الحرائق اندلعت في بلدات عكارية أخرى بينها حريق في محلة الملول بين بلدتي بزال وقبعيت، وآخر في جبل السنديانة، وحريق ثالث بين بلدتي ديردلوم والحصنية.
واندلع حريق أخر في منطقة المشرف، ضرب فيها مساحة آلاف الأمتار المتصلة بعدد من الأبنية السكنية وجامعة رفيق الحريري، وساهمت الرياح الشديدة في امتداد النيران وفقدان السيطرة عليها.
وقال مدير العمليات في الدفاع المدني اللبناني، إيلي خيرالله، إن الحريق بدأ في منطقة صغيرة لكنه توسع لاحقاً ليمتد إلى القرى المجاورة وإلى جامعة رفيق الحريري، هذا الأمر استدعى توجّه وحدات من 15 مركزاً من الدفاع المدني إلى موقع الحريق.
وكشف مدير عام الدفاع المدني اللبناني العميد ريمون خطّار أن عناصر الدفاع المدني عملت على إخلاء منازل عديدة في منطقة المشرف كي لا تصلها النيران، مشيرا إلى أنه لا يمكن توقّع موعد إخماد الحرائق لأن العوامل المناخية لا تساعد في ذلك.
وبدورها، أكدت وزيرة الداخلية ريا الحسن، التي زارت منطقة الحريق، أن طوافة من الجيش تدخلت لإخماد النيران في الجهة التي لا يوجد فيها توتر عال، كما أوضحت أن تلك المنطقة مليئة بالألغام لهذا السبب كان الحذر كبيراً أثناء عملية الإطفاء.
أما اليوم، فقد اندلع حريق وصل إلى أرض السنديان في بلدة عين يعقوب بجبل العريض عكار، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وهبوب هواء حار.
وتصدر هاشتاج “#لبنان-يحترق” موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، حيث انتشرت الفيديوهات والصور التي توضح حريق لبنان، بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت ظهر أمس الإثنين إلى ما يقارب الـ40 درجة، بحسب ما أورد موقع weather of lebanon عبر حسابه على موقع “فيسبوك”.
وعلى الجانب الأخر، أعلنت جامعة بيروت العربية أنها أوقفت الدراسة، اليوم الثلاثاء، بعد الحرائق الليلية في منطقة الدبية، حفاظاً على سلامة الطلاب والأساتذة والموظفين، مؤكدة أن حرم الجامعة لم يتأثر باندلاع النيران.
شي بيحرق القلب…#لبنان_يحترق pic.twitter.com/2bz55YpgQF
— نيشان (@Neshan) October 15, 2019