فجَّرت دراسة حديثة حول مصابي فيروس “كورونا” في إيطاليا، مفاجآت طبية، حيث كشفت بيانات صحية، أن أكثر من 40 بالمائة من المصابين بفيروس “كورونا” المستجد في بلدة إيطالية لم تظهر عليهم أي أعراض، فيما تبين أن الأطفال الصغار “محصنون جدا” ضد المرض.
وأكد الباحثون أن عدم ظهور الأعراض على كثير من المصابين، يؤكد أهمية تكثيف الفحوص لأجل تحديد المصابين، حتى يقوموا بعزل أنفسهم، ويتفادوا نقل المرض إلى آخرين، حيث يصل عدد السكان في بلدة فو الإيطالية إلى 3200 نسمة، وسجلت هذه القرية أول حالة وفاة من جراء الفيروس في البلد الأوروبي.
وأضاف الباحثون أنه تم إخضاع البلدة على الفور لحالة إغلاق على مدى أسبوعين، واستطاعت الهيئة الصحية أن تخضع 85 بالمئة من السكان لفحوص فيروس كورونا المستجد، وفقاً لموقع “سكاي نيوز عربية”، كشفت النتائج أن 2.3 بالمئة من السكان أصيبوا بفيروس كورونا، خلال بداية الإغلاق، مقارنة بـ1.2 بالمئة عند نهاية الحجر.
وفوجئ الباحثون بأن 40 بالمئة من الحالات الإيجابية لم تظهر عليها أي أعراض على الإطلاق، من قبيل الحرارة والعطس والسعال، وأوردت الدراسة المنشورة في مجلة “نيتشر” أن عزل الحالات المصابة وتكثيف الفحوص شكلا خطة ناجعة للقضاء على الفيروس في البلدة الإيطالية.
وكشفت الأكاديمية أندرينا كريستاني، وهي باحثة في قسم الطب الجزيئي بجامعة “بادوا” وقسم علوم الحياة في جامعة “إمبريال كوليدج” بلندن، أن تكثيف الاختبارات لتشمل من لا تظهر عليهم الأعراض يساعد على كبح المرض وتفادي خروجه عن السيطرة.
وأضافت أن المرض يستطيع أن ينتشر بشكل صامت من خلال مصابين لا تظهر عليهم أي أعراض، لكن السيطرة على المرض أمرٌ ممكن، وأردفت الدراسة أن شحنة الفيروس لدى الأشخاص الذين لم تظهر عليهم الأعراض، تعادل شحنة الفيروس لدى الأشخاص المرضى، وهو ما يعني أن خطر نقل العدوى مرتفع في الحالتين، وبحسب النتائج، فإن كافة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات لم ينتقل إليهم الفيروس في البلدة الإيطالية، رغم أن بعضهم كان في منازل مشتركة مع أشخاص مصابين.