اعتبر الرئيس، تمام سلام، أن الفريق الحاكم أوصل لبنان إلى الهاوية وعليه أن يتنحى ويفسح المجال للآخرين للقيام بمحاولة إنقاذ.
وأكد أن رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، يتحمل مسؤولية كبيرة عما آلت إليه أحوال البلاد، مضيفاً أن الحكومة الحالية ليست على المستوى المطلوب ولا تملك القدرات والإمكانات التي تخولها مواجهة هذه المرحلة الصعبة. والأمر كله يتلخص بكلمة واحدة هي الثقة، والثقة مفقودة بقيادات البلد ومسؤوليه.
وتابع: يحلو للبعض أن يقول إن ما وصلنا إليه هو نتيجة تراكم السياسات التي اتبعت في السنوات الثلاثين الماضية، ولكن الحقيقة هو أننا منذ بداية العهد أبلينا بلاء سيئاً فاق كل ما حصل خلال ثلاثين سنة، أداء المسؤولين من القمة إلى القاعدة لم يكن على المستوى المطلوب، لأنه اعتمد مقاربات مشوهة وثأرية وحاقدة ولتنويه لتصفية الحسابات، وقد استخدمت في ذلك أدوات مختلفة أبرزها القضاء الذي استعمل لملاحقة ومعاقبة الخصوم السياسيين، وإن كل ما عايشناه في السنوات الماضية أتى نتيجة العرقلة والتعطيل بدلاً من الإصلاح والتغيير ما أدى إلى سياسة تدميرية وتخريبية.
ورداً على سؤال عن حكومة الرئيس، حسان دياب، أفاد الرئيس سلام: هي حكومة لون واحد تم تأليفها من دون صعوبة وقيل إنها حكومة مستقلين فإذا بها حكومة تابعين لقوى سياسية. هذه الحكومة هي جزء من المشكلة، أما المشكلة فهي تكمن عند المسؤولين الكبار ، بدءاً من رئيس الجمهورية الذي جاءته فرصة ذهبية بأن يوافق على تشكيلات قضائية أجراها مجلس الأعلى للقضاء بإجماع أعضائه فرفضها رغم أننا بأمس الحاجة إليها لأنها تشكل المدخل إلى استقلال القضاء، رماها في سلة المهملات لأنه يريد الإبقاء على بعض القضاة الذين يخدمون توجه فريقه السياسي.
كما شدد على ضرورة تحمل الفريق الحكومي للمسؤوليات، متهماً إياه بالإخفاق وإيصال البلاد إلى ما وصل إليه، وأضاف لم ينجح هذا الفريق في دفع الوطن إلى الأمام بل إلى الهاوية، ودعاه للاعتراف بذلك وللتنحي وإتاحة الفرصة للآخرين لإدارة شؤون البلد، مضيفاً أن الفريق الآخر مستعد ولكن لديه شروط.
ورداً على سؤال عن سبب رفضه المشاركة في اجتماع بعبدا الأخير الذي دعا إليه رئيس الجمهورية، قال سلام: لأن رئيس الجمهورية دعانا للتشاور في السلم الأهلي والاستقرار، كيف يمكن أن يحبط أول فرصة للإصلاح ثم يدعونا لبحث الاستقرار والسلم الأهلي.
وعن قضية الكهرباء، قال: منذ إحدى عشرة سنة وملف الكهرباء في يد فريق سياسي معين ونحن نتكبد سنويا مليار ونصف مليار دولار من هذا القطاع ونسمع وعودا بتأمين الكهرباء على مدار الساعة.
وفيما يخصّ الوضع الاقتصادي العام، قال سلام: نحن في وضع صعب جداً، لا يمكن مقاربته بالمزايدات ومن خلال تهديم واستهداف المؤسسات المصرفية ومصرف لبنان، القطاع المصرفي ليس وحده المسؤول والبنك المركزي ليس وحده المسؤول، المسؤولية الأولى تقع على عاتق القيادات السياسي التي لم تكن على مستوى التحدي .