جمعتهم صلة الدم والمرض سوياً منذ كانوا أطفال صغاراً لم يعلم الثلاثة أشقاء أن أحدهم سيتوفى نتيجة إصابته بواحد من أمراض الدم “الهيموفيليا” فمع ارتفاع ضغط الدم مات شقيقهم بين أيديهم بنزيف على المخ، ومنذ تلك اللحظة دخل شقيقاه في حالة من الاكتئاب و لازمتهم عقدة نفسية لا يمكن أن تمحى من ذاكرتهم، فضلاً عن الرعب الذي بات يلازمهم فأصيب أحد الأشقاء بالضغط المرتفع منذ أن شاهد شقيقه يموت أمام عينيه.
وتقول مصادر صحفية، لم تقف قصة الأسرة المكلومة عند هذا الحد من المآسي بل إن أحدهم رغم علاجه من فيروس سي إلا أنه عاد مجدداً بعد نقله لمشتقات دم.
يروي محمود بكر 28 عاماً، موظف بهيئة الموارد المائية والري أصغر أشقاءه قصة الألم:
ولدتُ مصاب بالهيموفيليا من النوع A نتيجة عوامل وراثية حيث يوجد بالعائلة عدة حالات مصابة بذات المرض، مضيفاً، بالطبع أثر المرض علي إلى حد كبير في التعليم وتسبب لي ذلك في التأخر في حياتي كما كان مستواي التعليمي متراجع نتيجة المعاناة مع المرض، كما تأثر عملي أيضاً.
وأضاف بكر قائلاً: لى شقيقان أصيبا بالمرض ذاته أحدهما ويدعى عزت توفاه الله وفي سن ال45 نتيجة ارتفاع ضغط الدم مما تسبب في نزيف على المخ نتيجة الإصابة بالهيموفيليا وذلك قبل 3 أعوام أما شقيقي أحمد البالغ من العمر 43 عام يمر بنفس المعاناة.
ويردف بكر قائلاً عقب وفاة شقيقي الأكبر تولدت لدينا عقدة ورعب من أن تكون نهايتنا كما كانت نهايته حيث أصيبت بالضغط المرتفع منذ ذلك الوقت لم أتحمل الصدمة.
وتابع بكر قائلاً نسبة الفاكتور لدي منخفضة جداً ونظام العلاج سيء للغاية فلا أحصل على جرعتي كاملة فأقصى جرعة أقوم بصرفها من التأمين الصحي واحد جرام وهو أقل من نصف الجرعة المطلوبة حيث أحتاج لما يزيد عن 1000 وحدة أسبوعياً على حسب حجم النزيف.
ويستطرد بكر قائلاً: معظم مرضى الهيموفيليا أغلبهم مصابين بفيروس سي بسبب نقل مشتقات الدم وأنا واحد منهم ورغم حصولي على العلاج أكتر من مرة لكن لعدم توفر الفاكتور باستمرار بت مضطراً لنقل مشتقات الدم وأصبت مجدداً بالفيروس ومعظم المرضى هكذا للأسف.