يلجأ الكثيرون إلى تناول الخبز الأسمر عوضاً عن الأبيض، حيث يُعتقد أن الفوائد المكتسبة من تناولهما متساوية، مع الوضع في الاعتبار أنه يسبب إنقاص الوزن بسرعة، ما يفسر تهافت متبعي الحمية على تناوله، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟
الحديث عن فوائد الخبز الأسمر، سيعني التطرق إلى الفوائد التي تنقص عند اتباع نظام غذائي معتمداً على الخبز الأبيض، والذي تسلب منه الألياف والعناصر الغذائية المهمة، وذلك من خلال تصنيعه باستعمال دقيق القمح المقشور، وهو ما لا يحدث بالتأكيد مع الخبز الأسمر عند إتمام عملية تصنيعه، ما يجعله يتفوق على الخبر الأبيض في عدد من الميزات.
أول تلك الميزات أنه غني بألياف غذائية مهمة، تحافظ على نسب السكر متوازنة بالدم، في الوقت الذي تفرز فيه القليل من نسب الإنسولين، ما يؤدي في النهاية إلى الوقاية من داء السكري، أو حتى إلى اعتباره وجبة مثالية للمصابين بهذا المرض.
كذلك يشار إلى أن الخبز الأسمر يعمل على الوقاية من الأمراض القلبية، وكذلك يمنع الإصابة بالإمساك، ما يدفع البعض لتأكيد أهمية تناوله بكثرة من جانب راغبي إنقاص أوزانهم، فهل يجدي ذلك نفعاً؟
حقيقة وصف الخبز الأسمر للتخسيس وفقدان الوزن السريع
في الوقت الذي تعمل الألياف الغذائية بشكل عام، والموجودة بكثرة في الخبز الأسمر بشكل خاص، على تحسين عملية الهضم، وإطالة الإحساس بالشبع، تبرز أهمية تناوله أثناء اتباع الحمية، وهو الأمر الذي حفز الكثير من الناس على الاعتقاد بأن كثرة تناوله ليس لها أضرار تذكر على الصحة العامة أو فيما يخص نظام التخسيس تحديداً، وهو اعتقاد ليس صحيحاً بشكل كامل.
حيث أكدت بعض الدراسات أن الخبز الأسمر مازال يملك آثاراً سلبية تخص إنقاص الوزن، إذ يتم إدخال بعض التعديلات عليه أثناء عملية التصنيع، من أجل إطالة صلاحيته، وهي التعديلات التي تشمل مواد ممتلئة بالدهون، تجعل تناوله بكثرة لا يقل خطورة عن تناول الخبز الأبيض بصورة مبالغة.
كذلك فقد أكد الكثير من الباحثين أن تناول راغبي إنقاص الوزن واستخدامهم الخبز الأسمر للتخسيس دون الاهتمام بممارسة بعض الأنشطة البدنية والتزام التمارين الرياضية لتخفيف الوزن، وبصرف النظر عن طريقة تصنيعه أو فوائده المذكورة أياً كانت، فلن يؤدي تماماً إلى النتائج المطلوبة، مشيرين إلى أن الكربوهيدرات الموجودة به ستتحول إلى دهون متراكمة يصعب تخفيضها للأسف.
ما يؤكد في النهاية، أن الاعتماد على الخبز الأسمر للفوز بفوائده الصحية المختلفة، والتي من بينها إطالة الإحساس بالشبع، هو أمر صائب، ولكن لا بد من الوضع في الاعتبار أن تناوله بطريقة مبالغة لن يؤدي إلا لنتائج عكسية غير مرغوب فيها.