حضر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، مساء الأحد، في مسرح المجمع الثقافي بأبوظبي، أمسية احتفالية بمناسبة المولد النبوي الشريف، بتنظيم وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في إطار مبادرة “البردة”.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات تحرص كل عام على الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف؛ انطلاقاً من دورها في رعاية وتمكين الفنون الإسلامية وتعزيز الحوار بين مختلف الثقافات والفنون بما يسهم في صون الفن الإسلامي، وتحقيق تواصل بين الأجيال لتنشئتهم على حب الموروث الثقافي الإسلامي وترسيخ مكانة الإمارات منبراً ثقافياً عالمياَ وحاضنة لمختلف أنواع الفنون.
وقال سموه: “إن أمسية المولد النبوي الشريف تبرز الصورة المشرقة للثقافة والفنون الإسلامية المبنية على السلام والتسامح والمحبة وإعلاء قيم الحوار، واليوم نجمع فنوناً مختلفة من عدد من الدول العربية والإسلامية لتعبر عن مدى التنوع الفريد للثقافة الإسلامية باعتباره عنصراً أساسياً في إثراء الفنون والإبداعات الشعبية المستمدة من الفنون الإسلامية”.
وأشار سموه إلى أهمية المبادرات الثقافية المتخصصة في الفنون والثقافة الإسلامية مثل مبادرة “البردة” التي تسلط الضوء على عناصر وأنماط وملامح ثقافتنا الإسلامية، ومنصة تجتمع عليها شتى ألوان الفنون الإسلامية لتشاركها مع المجتمعات على تنوع خلفياتهم الثقافية.
وأوضح سموه أن فن المالد يمثل جزءاً أصيلاً من احتفالات الإمارات بالمولد النبوي انطلاقاً من إيماننا بأهمية صون الموروث الشعبي والتقاليد الإماراتية الأصيلة كما أنه أحد الفنون الشعبية التي أهتم بها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من خلال إحياء هذا الفن وتشجيع المجتمع على إقامته في المناسبات الاجتماعية باعتباره فناً يحث على تبني القيم النبيلة”.
وتعد ذكرى المولد النبوي الشريف أفضل مناسبة لإبراز الثراء الفني والموروث الثقافي الإسلامي وتعريف الأجيال الصاعدة به، وتقديمه لباقي العالم كجزء لا يتجزأ من الموروث الثقافي الإنساني”.
وتضمن برنامج الاحتفالية العديد من الفقرات الفنية والموسيقية والإنشادية قدمتها مجموعة مختارة من فرق الفنون الشعبية من عدد من الدول العربية والإسلامية بينها فرقة المالد الإماراتي وفرقة مالد الأجيال الرامية لتعليم أجيال المستقبل فن المالد وفرقة الحضرة النسوية الشفشاونية من المملكة المغربية وفرقة الحضرة للإنشاد الديني من جمهورية مصر العربية وفرقة المرعشلي للإنشاد الديني من سوريا، وفرقة داعي الندى للإنشاد من أندونيسيا.
وقدمت هذه الفرق ألوان من الإنشاد والمديح التي عكست جماليات وتنوع الموروث الثقافي الموسيقية والفني الإسلامي من كل دولة حيث قدمت فرقةُ الحضرةِ النسوية الشفشاونية وصلةٌ ابتهالية من عمق الذاكرة الشعبية تمتزج فيها المدائح النبوية بالتراث المغربي الأصيل الذي تناقلته الأجيال شفهياً جيلاً بعد جيل ومن وحي الأجواء الابتهالية الروحانية قدمت فرقةُ الحضرة للإنشاد الديني رحلةٍ تروّح عن النفس وتجدّد أملها وابتهاجها بالمولد النبوي فيما نقلت فرقة المَرْعَشْلي للإنشاد الديني تجربة روحانية من قلب المولد الشامي وأنشدت فرقة “داعي الندى للإنشاد” بالعربية والإنجليزية والإندونيسية احتفاءً بمولد رسول الإسلام.
أما فرقة المالد ومالد الأجيال فقد ذكرت الجمهور بالموروث الشعبي الإماراتي وبالقيم الإسلامية السمحة التي استقيناها من محمد عليه السلام والتي أكسبت الشخصية الإماراتية سِمَتَها المميزة.
وتشهد جميع بلاد العالم الإسلامي احتفالات كبرى بذكرى المولد الشريف؛ حيث الاحتفاء بالعديد من ألوان الفنون الإسلامية التي تركز على التذكير بحُسن وكرم أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وعدله ورحمته.