كشف الاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة، اليوم السبت، عن انقراض أحد أندر وأغراب الأسماك التي عاشت في مياه البحار، بعدما كانت وفيرة قبل 200 عام من اليوم.
وبشكل مؤسف، اختفت جميع أسماك “اليد الناعمة” أو ما يعرف بسمكة (Sympterichthys unipennis)، نظرًا لشكلها الغريب جدًا، والتي تملك زعنفتين تشبه أيدي الإنسان، لتكون بذلك أول سمكة منقرضة في العصر الحديث.
وتمتلك السمكة مظهرًا غريبًا غير اعتيادي، حيث يتقدم رأسها عيون جاحظة، بزعنفة رأسية طويلة جدًا، مع زعنفتين سفليتين صدريتين مكنتاها من المشي في قاع البحر.
ووفقًا لمجلة “livescience” العلمية المتخصصة، فقد عاشت السمكة بأعداد كبيرة جدا في سواحل أستراليا قبل 200 عام، حيث استقرت في المياه الساحلية الدافئة في تازمانيا، لدرجة أنها كانت من بين الأنواع السمكية الأولى التي تم توثيقها علميا.
وأكد الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، في بيان نشر سابقًا، أنه في عام 1802، وثّق عالم الطبيعة الفرنسي فرانسوا بيرون أول عينة من هذا المخلوق ذو المظهر الغريب أثناء الغطس في جنوب شرق ولاية تسمانيا.
وعلى الرغم من المسوحات المستمرة (تحت المياه) للسواحل الأسترالية، لم تتم رؤية سمكة اليد الناعمة لأكثر من 200 عام، وهذا يعني أن بيرون كان العالم الوحيد المسجل الذي درس هذا المخلوق وفقا لبحث منشور عام 2017.
وورغم انقراض هذا النوع الغريب والنادر، لا يزال هناك 13 نوعًا آخر من أسماك اليد تعيش في قاع البحر، حيث تستخدم هذه الأسماك زعانفها للمشي.
وتُعد هذه الأسماك نادرة جدًا في الوقت الحالي، وأعرب خبراء الحفاظ على البيئة عن سعادتهم في وقت سابق، بعد عثورهم على مجموعة غير معروفة سابقًا من الأسماك الحمراء (Thymichthys politus) تتكون من 20 إلى 40 سمكة في عام 2018.
وتعتبر سمكة اليد صيادة ماهرة، وتتمتع بفم قوي جدًا، ولها جزء صغير يتدلى من أعلى زعنفتها الرأسية، يضيء مثل مصباح صغير، لكنها قليلة التوهج، وبعضها غير متوهج.
وتملك هذه الأسماك خدعة أذهلت العلماء، حيث أن صغارها لا تمر بمرحلة اليرقات، فهي تتكاثر عن طريق الولادة في قاع البحر.
وبحسب عالم البيئة البحرية في جامعة تسمانيا، غيراهام إدغار، فإن أسماك اليد تقضي “جالسة على قاع البحر” وترفرف بشكل عرضي لبضع أمتار عند انزعاجها أو خوفها، وأضاف العالم “بما أنهم (أسماك اليد) يفتقرون إلى مرحلة اليرقات، فهم غير قادرين على التفرق إلى مواقع جديدة، وبالتالي، فإن مجموعات أسماك اليد تعيش في أماكن ضيقة للغاية وهي عرضة للتهديدات”.