وهب جريح في إنفجار مرفأ بيروت المروع حياته لمريضة، وأغمض عينيه إلى الأبد، وفق ما أفاد الدكتور هاشم نور الدين، طبيب التخدير والإنعاش في قسم جراحة الكبد وزرع الأعضاء في مستشفى الرسول الأعظم بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال الدكتور نورالدين “وسط هذا الصخب، ومن قلب المأساة، أحد جرحى الإنفجار حزم أنفاسه الأخيرة وقرّر الرحيل”.
وأضاف الدكتور أنه “وكمن يدفع صدقة سفرٍ طويل، وبكلّ ما أوتي من إيثارٍ وإنسانيّة وحب، حتى الرمق الأخير، أودع كبده أمانةً بين أيدينا لنزرعه في جسدٍ نحيل، أنهكته سنوات المرض والألم والصبر الجميل” .
وتابع: “ساعات طويلة قضيناها بالأمس نحن فريق زرع الأعضاء في المستشفى لنودِع الأمانة في مكانها”.
وختم الدكتور نورالدين قائلاً: “رحل الجريح في سفره الطويل، تاركاً كبده في جسد إمرأةٍ عليلة، عساه يقلبُ خريف أيّامها ربيعاً مُزهراً إمعاناً في الحياة”.
هذا وأسفر الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت، يوم الثلاثاء الماضي، عن مقتل أكثر من 158 شخصاً على الأقل، وإصابة 6 آلاف بجروح، وعشرات المفقودين ومئات آلاف المشردين، إضافة إلى أضرار مادية جسيمة في الممتلكات بالعاصمة.