أصيب أكثر من 40 فرداً من عائلة أمريكية واحدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بعد أن حضرت واحدة من أفراد العائلة من ولاية أخرى لحضور جنازة، وذلك على الرغم من إدراكها لاحتمالية إصابتها بالعدوى المميتة وظهور الأعراض عليها، الأمر الذي أسفر عن انتشار العدوى بين أفراد العائلة كـ”النار في الهشيم”.
وتحدثت إحدى أفراد العائلة، وتُدعى “بولي ويليامز”، وهي من ولاية “ويست فيرجينيا” الأمريكية، عن تفاصيل ما حدث قائلة إن الأزمة بدأت في أعقاب وفاة إحدى أقاربها في نهاية شهر يونيو الماضي، حيث تجمعت برفقة العشرات من أفراد عائلتها في الثاني من يوليو حداداً على المتوفاة.
وكان من ضمن المتواجدين سيدة حضرت من ولاية “أريزونا” لتكون مع العائلة وتساعد في ترتيبات الجنازة، لكن ما لم يكن أفراد العائلة على علم به هو أنه كان تم تشخيص إصابة نجل هذه السيدة وزوجها بفيروس “كورونا” قبل أيام من وصولها، إلى جانب أن أعراض المرض كانت تظهر عليها بدورها.
وقالت “ويليامز”، في تصريح لصحيفة محلية، إنها لاحظت ظهور علامات التعب على قريبتها، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، لكنها ظنت أن ذلك ناجم عن إجهاد الرحلة؛ ونتيجة لعدم علم أي من أفراد العائلة بشأن حالتها الصحية، لم يقم أي منهم بارتداء كمامات واقية خلال مراسم الجنازة أو في التجمعات التي تلتها.
وقد ساءت حالة قريبتها الصحية على مدار الأيام التالية، ورغم ذلك لم تبلغ أي من أفراد عائلتها بشأن وضعها، ولسوء الحظ، فقد تردد العديد منهم على المسكن الذي كانت تقيم به السيدة المصابة وظل بعضهم هناك لبعض الوقت؛ وأضافت “ويليامز” أنها تلقت رسالة في أعقاب ذلك من زوج قريبتها علمت من خلالها بإصابته وإصابة نجل هذه السيدة بالعدوى.
ولم يمض وقت طويل حتى بدأت أعراض المرض تظهر على طفل كان مقيماً في نفس المسكن الذي كانت المصابة متواجدة به، وسرعان ما انتشرت العدوى بين من حضروا الجنازة والمراسم التي تلتها.
وأضافت “ويليامز” أن الفحوصات الطبية أكدت إصابة أكثر من 40 فرداً من عائلتها بـ”كورونا”، وهي من بينهم، ذلك بالإضافة إلى عدد من الأصدقاء؛ وتتراوح أعمار المصابين من بين خمسة أشهر إلى 77 عاماً، وكانت أحدث ضحايا تفشي الوباء بين أفراد العائلة طفلة عمرها عامان.
يذكر أن الأعراض المرضية التي عانى منها بعض أفراد العائلة كانت طفيفة وتعافوا بالفعل من العدوى، في حين تطلبت حالات آخرين نقلهم إلى المستشفيات.
ووصفت “ويليامز” تصرف قريبتها بـ”الأناني” و”غير المسئول”، مشيرة إلى أنها لا يمكنها مسامحتها على ما حدث، خاصة أن أبسط ما كان يتوجب عليها فعله ارتداء كمامة واقية وقفازات وتحذير بقية أفراد العائلة كي يظلوا بعيداً عنها، لكن حتى ذلك لم يحدث، وأكدت أن المصابة عرضت حياة جميع أفراد العائلة، وكذلك ركاب الطائرة التي حضرت على متنها للخطر.
وأضافت أنها قررت مشاركة هذه القصة لتسليط الضوء على مخاطر عدم التزام مصابي “كورونا” بالحجر الصحي.