سجل مشفى تشرين العسكري بدمشق، نجاح أول عملية “زرع نقي عظم غيري” لطفل في سورية عمره أربع سنوات.
وكان الطفل تيم شدود يعاني مرض “فقر دم لا مصنع” حصل على أمله بالشفاء من أخته لين “5 سنوات ونصف” التي تبرعت بالخلايا الجذعية له.
وعن خطوات سير العملية أوضح الدكتور الدكتور سليمان سليمان رئيس قسم زرع النقي واختصاصي أمراض دم وزرع نقي أنها بدأت بدراسة حالة المتبرعة (أخت المريض) حيث حصل الكادر الطبي على كمية جيدة جداً “حوالي 20 مليون خلية للكيلوغرام ثم تم أخذ 10 ملايين خلية وتسريبها للمريض” من خلال جهاز مخصص معد للبالغين وليس للأطفال مما شكل تحدياً للأطباء، مبيناً حفظ الجزء المتبقي في “وحدة التجميد الغريسة” وفيها يتم تجميد وحفظ الفائض من الخلايا الجذعية في حال عودة المرض مستقبلاً ويمكن حفظها لـ 10 سنوات دون أن يحصل لها شيء أبداً.
وبيّن الدكتور سليمان أن الطريقة التي جرى اتباعها للتبرع كانت عبر جهاز قطف الدم المحيطي “البريزينيوس” وتعد من أحدث الطرق وأقلها آثاراً جانبية كما أن نتائجها على المدى البعيد أفضل من غيرها ولا تؤثر أبداً في صحة المتبرع لافتاً إلى أن القطف الجراحي أو القطف من النقي وليس من الدم المحيطي يعاني المتبرع فيه من مشاكل العمل الجراحي كالألم.
وحسب الدكتور سليمان فقد سبق سحب الخلايا الجذعية من المتبرعة البدء مع الطفل تيم قبل 3 أشهر بما يعرف بعملية “تشعيع مشتقات الدم” وذلك وفق جهاز خاص موجود بالمشفى وتهدف خطوة التشعيع لتخفيف وتقليل حدوث رفض الطُعم لدى المريض حيث يتم قتل الخلايا اللمفاوية لافتاً إلى أن الطفل كان يعتمد على نقل الدم قبل سبعة إلى ثمانية أشهر من وصوله إلى المشفى حيث كانت تنقل له مشتقات دم غير مشعة وبمجرد ترشيحه لعملية زرع النقي فالواجب نقل مشتقات دم مشعة حصراً للمريض وفق ما يوصى به عالمياً.
وذكر الدكتور سليمان أنه بتاريخ الـ 30 من تموز الماضي تم تخريج الطفل دون أي أعراض سريرية مع عودة عناصر الدم ووظائف الكلية والكبد لوضعها الطبيعي مع تزويده بخطة مراجعة للمشفى بمعدل زيارتين أسبوعياً ليتم تقييمه سريرياً ومخبرياً حتى الوصول لمدة شهر من الزرع وهي المدة الأولى لتقييم النجاح إذ أنه بتاريخ الـ 9 من آب الجاري أظهرت الفحوص أن 92 بالمئة من الخلايا الموجودة عند الطفل تيم هي من خلايا المتبرعة أخته لين ما يثبت نجاح العملية.