يبدو أن هناك ما هو أخطر من فيروس كورونا المستجد في المستقبل القريب، بعد أن حذر العلماء من أن فقدان التنوع البيولوجي من خلال تدمير غابات العالم سيتسبب في ظهور المزيد من الأوبئة القاتلة.
حذر علماء البيئة من أن الدمار البيئي، مثل إزالة الغابات والقضاء على الحيوانات البرية، قد يؤدي إلى زيادة الأوبئة المميتة.
سيخبر علماء الأحياء، الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي، في القمة التي ستعقد في نيويورك في سبتمبر المقبل، بوجود دليل على الصلة القوية بين فقدان التنوع البيولوجي والأمراض الجديدة الفتاكة، مثل كوفيد-19.
سيحذر العلماء قادة العالم من أن المعدل السريع لإزالة الغابات والتوسع غير المنضبط للزراعة يوفران “عاصفة مثالية” لانتقال الأمراض من الحياة البرية إلى البشر، حسبما ذكرت صحيفة الجارديان.
قال ستيوارت بيم، أستاذ الأحياء في جامعة ديوك الأمريكية: “هناك الآن مجموعة من الأنشطة مثل قطع الأشجار غير القانوني، والتجارة الدولية المرتبطة بالحيوانات الأليفة الغريبة التي تسببت في هذه الأزمة.”
وأضاف أنه هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة حتى لا نتعرض لأوبئة جديدة أشد فتكاً، خاصة بعدما تسبب فيروس كورونا في مقتل ما يقرب من مليون شخص، وكلف العالم تريليونات الدولارات.
قال العلماء المعنيين بالحفاظ على البيئة، إنه نتيجة للاستخدام غير السليم الأراضي، مثل إزالة الغابات، يمكن أن يسبب ذلك في ظهور خمسة أو ستة أوبئة جديدة كل عام، وزعموا أن ما يقرب من ثلث جميع الأمراض الناشئة قد نشأت من خلال هذا التغيير في استخدام الأراضي.
في هذه العملية، يمكن أن يؤدي تدمير الحيوانات البرية، التي تستضيف العديد من الفيروسات والبكتيريا غير المعروفة، إلى إصابة البشر أو الماشية عن طريق الخطأ، وبالتالي يمكن أن تؤدي هذه التداعيات إلى مرض جديد في البشر إذا انتشرت الفيروسات، أو أدت إلى انتقالها إلى أفراد آخرين، حيث تشير التقديرات إلى أن متوسط معدل إزالة الغابات يبلغ حوالي 10 مليون هكتار (وحدة مساحة تساوي 10,000 متر مربع) كل عام.
انخفض هذا من متوسط 16 مليون هكتار سنوياً في التسعينيات، حيث يُعتقد أنه يتم إنشاء غابات جديدة، سواء بشكل طبيعي أو من صنع الإنسان، ولكن قبل الحضارات البشرية، كانت الأرض في الأصل مغطاة بـ 60 مليون كيلومتر مربع من الغابات.
ولكن الآن، بعد تسارع إزالة الغابات بسبب النشاط البشري، يقال إن هناك أقل من 40 مليون كيلومتر مربع متبقية، يتم استخدامه لتربية الماشية، لاستخراج النفط وإتاحة الوصول إلى المناجم والرواسب المعدنية، وفي ورقة بحثية نشرت في مجلة Science الشهر الماضي، اقترح العلماء والاقتصاديون وضع خطة لمراقبة الحياة البرية وتقليل إزالة الغابات، وأضاف الباحثون أن البرنامج، الذي قد يكلف أكثر من 20 مليار دولار سنوياً، سيكون قادراً أيضاً على المساعدة في مكافحة تغير المناخ.
وقال العلماء، إن تأجيل استراتيجية عالمية للحد من مخاطر الوباء سيؤدي إلى استمرار ارتفاع التكاليف، يجب على المجتمع أن يسعى لتجنب آثار الأوبئة في المستقبل.
انتشر فيروس نقص المناعة البشرية في الأصل من الشمبانزي والغوريلا، التي ذبحت من أجل لحوم الطرائد في غرب إفريقيا (لحوم الأدغال أو لحوم الطرائد هي اللحوم من الحيوانات البرية التي يتم اصطيادها في أفريقيا وآسيا)، إلى الرجال والنساء.
ومن الفيروسات الأخرى التي انتشرت من الحيوانات البرية إلى البشر وباء إنفلونزا الخنازير عام 2009 وحمى الإيبولا التي تنتقل عن طريق الخفافيش، لكن عالم الحيوانات ديفيد ردينج، من جامعة كوليدج لندن، شدد على أنه ليس كل مرض ناشئ ينتج عن حدث غير مباشر واحد.