قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، اليوم السبت، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها سموه إلى بلغاريا؛ إن من يحاول خلال الوقت الحالي أن يضعضع الاستقرار في المنطقة لا ينظر إلى الهدف الأسمى والأكبر، فنحن دول تستطيع أن تضاعف من تطوير التنمية في منطقة الشرق الأوسط ولكن هناك أصوات التخلف والتطرف ومن يريد أن ينظر للنظرة العنصرية وليس للنظرة الإنسانية.
وأضاف سموه: “هذه الأنظمة الفاشية والفكر الفاشي من يريد تدمير منطقتنا ولذلك نحن نعتمد على أصدقاء مثل بلغاريا وأصدقاء عدة لنا في العالم ليس للمواجهة المسلحة ولكن للمواجهة الفكرية لنشر التنوير والتسامح ونشر النجاح، فأكبر تحد لأهل الظلام هو النجاح.. فلنعمل سويا”.
وتابع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: “إنه تم التطرق خلال اللقاء إلى التطورات التي حدثت خلال الفترة الأخيرة سواء في منطقة الخليج العربي أو بحر عمان، بالإضافة إلى الهجمات التي وقعت على المملكة العربية السعودية من قبل الجماعات الحوثية، عبر استهداف محطتي ضخ أنابيب النفط ومطار أبها المدني، وما أسفر عنه الأمر من إصابة مدنيين”.
وأضاف سموه: “نحن في منطقة صعبة ولكن بها الكثير من الموارد الضرورية للعالم سواء كان غازا أو نفطا، ونريد أن تكون تدفقات هذه الموارد آمنة وطبيعية من أجل استقرار الاقتصاد العالمي، وأيضا علينا أن نؤمن شعوبنا واقتصاداتنا”.
وأوضح سموه “بالنسبة لنا فإن الهجمات التي وقعت على 4 ناقلات نفط داخل المياه الإقليمية لدولة الإمارات، فالأدلة التي جمعناها نحن وزملاؤنا من دول أخرى تشير بوضوح إلى أنها عملية تفجير من خارج السفينة تحت مستوى المياه والتقنية التي تم استخدامها، والتوقيت والمعلومات التي جمعت قبل العملية، واختيار الأهداف بدقة بحيث لا يتم غرق أو تسريب نفط من هذه السفن.. هذه القدرات غير موجودة عند جماعات خارجة عن القانون.. هذه عملية منضبطة تقوم بها دولة ..ولكن إلى الآن لم نقرر أن هناك أدلة كافية تشير إلى دولة بالذات.
وتابع سموه: “على المجتمع الدولي أن يتعاون من أجل تأمين الملاحة الدولية وتأمين وصول الطاقة، وأحب أذكر أن المنطقة التي شهدت تفجيراً منذ أيام أو الشهر الماضي هي منطقة مليئة بالناقلات”.
وأكمل بن زايد: “عندما وقع الاعتداء الشهر الماضي كان عدد السفن في تلك المنطقة التي حدث فيها التفجير نحو 184 سفينة بين سفن نفط وشحن وغيرها فهذا تهديد حقيقي للملاحة الدولية، وعلينا أن نعمل سويا لتجنيب المنطقة التصعيد وإعطاء فرصة لصوت الحكمة”.
وأضاف سموه: “علينا أن نعمل سويا لنزع هذا الاحتقان، وكنا نأمل أن تنجح مساعي رئيس الوزراء الياباني وأن تستمر المحاولات، فمعالي وزير خارجية ألمانيا كان متواجدًا قبل بضعة أيام في المنطقة، ونأمل أن نرى إطارًا أوسع للتعاون مع إيران ونعتقد أن اتفاق “الخمسة زائد واحد” كان فيه خطآن؛ الخطأ الأول عدم مشاركة دول المنطقة في هذا الحوار وحماية هذا الاتفاق، والخطأ الثاني عدم احتوائه لمواضيع مثل الصواريخ البالستية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”.
وأكد سموه أن “الأمان الحقيقي للاستقرار يكون استقرار دول المنطقة مجتمعة بمظلة دولية، لسبب أن المنطقة هي الشريان الأساسي للطاقة في العالم، ولا نريد أن يكون هذا تكرار في المنطقة بين فترة وأخرى لكي نزدهر ونستقر”.
وشدّد وزير الخارجية الإماراتي على أن العلاقة بين الإمارات وبلغاريا قائمة على الثقة، وهناك رغبة وفرص لتطويرها، داعيًا إلى ضرورة العمل بجد من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين لاسيما في الجانب الاقتصادي والاستثماري والسياحي بما يعكس متانة العلاقة بين البلدين.