حسام حسين لبش
تفخر دولة الإمارات العربية المتحدة باحتضانها مركز “راشد للمعاقين”، أحد أفضل مراكز تأهيل وعلاج وذوي الاحتياجات الخاصة في العالم .
حسن الإدارة من الحكومة الرشيدة من جهة، والدقة والحكمة في الإدارة التي تشغلها مديرة المركز “مريم عثمان” من جهة أخرى، ساهمتا في جعل المركز أحد أبرز المراكز الصحية في العالم، خاصة وأن ذوي الاحتياجات الخاصة يعتبرون من الفئات المظلومة ي شتى أنحاء المعمورة.
ويتميز المركز بأنه يكاد يكون المركز الوحيد في العالم العربي وخارجه يحوّل شعاراته إلى حقيقة، فجميع المراكز تنادي بتأهيل شريحة المعاقين ودمجهم في المجتمع ليأخذوا أدوارهم الطبيعية، ويبقى كلامهم مجرد حبر على ورق، إلا أن مركز راشد تفرّد عن نظرائه بتحويل عدد كبير من منتسبيه ليلعبوا أدوارا هامة جدا في المجتمع، محققا بذلك قفزات هامة في مجال إعادة تأهيل المعاقين ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة بين أفراد المجتمع الطبيعيين.
يقوم مركز راشد على اعتماد مجموعة كبيرة من التقنيات والتطبيقات والحلول الذكية الهادفة إلى تمكين مراكز ذوي الإعاقة ومساعدتها على توفير مستوى تدريب وتأهيل أكثر فعالية لطلابها من ذوي الإعاقة، للارتقاء بقدرات المنتسبين إليه، وتحفيزهم على لعب دورهم في مجتمعهم، وبالتالي توليد فرص عمل لهم تتناسب مع إمكاناتهم التي يسعى المركز إلى تطويرها والرفع من مستواها، وهذا بالفعل ما نجح به مركز راشد، بعد أن أهّل وبكل كفاءة، منذ تأسيسه في عام 1994 وحتى الآن، عددا كبيرا من منتسبيه ليشقوا طريقهم بنجاح في المجتمع، ويأخذوا أماكنهم إلى جانب أفراد المجتمع.
المديرة التنفيذية للمركز “مريم عثمان”، وبسعيها الدائم لأن يحظى الطلبة من ذوي الإعاقة برعاية كبيرة، تعمل على توفير التطبيقات والتقنيات والمناهج التعليمية والتأهيلية المتطورة التي يتلقونها على أيدي خبراء المركز، وذلك ضمن إطار حرصها على تقديم أفضل الممارسات في مجال خدمات ذوي الإعاقة، ما انعكس إيجابا على المنتسبين وساهم في إعادة تأهيلهم من كافة النواحي بسرعة وكفاءة أشاد بهما الجميع.
ولا يكتفي المركز بالمناهج والتدريب المتطورين، بل يتبنى المركز عبر كوادره وإدارته المميزة نهجا فعالا في أساليب التعليم، يهدف إلى تسهيل الحصول على نتائج تعليمية وتأهيلية فعالة بالنسبة لطلبة المركز، خاصة بعد أن أثبتت التكنولوجيا المساعدة دورها الإيجابي الكبير في تعزيز قدرات الطلبة من ذوي الاعاقة، وتتباين هذه التكنولوجيا من الكتب المصورة إلى بطاقات فلاش للروبوتات التي تساعد في تعزيز وسائل الاتصال والتنقل والتعلم للطلبة.
ومن يطّلع على خطط عمل المركز، وأساليبه المتبعة، يدرك تماما الإدراك حرص القائمين عليه على عرض الاستخدام المتنوع والفوائد المتعددة من استخدام التكنولوجيا المساعدة والحلول الذكية، حيث يمكن للأطفال والبالغين من ذوي الاعاقة والأسر ومقدمي الرعاية، إلى جانب التربويين والشركات، التعرف على الفارق الهائل الذي يمكن أن تحدثه التكنولوجيا واستخدام التقنيات المساعدة لصالح آلاف الأشخاص من ذوي الإعاقة، وكيفية تحسين القدرات الوظيفية لهذه الشريحة العزيزة وتمكينهم من بلوغ أقصى إمكاناتهم.
المركز، وبإدراك القائمين عليه أن استخدام التكنولوجيا الذكية إلى أقصى حد ممكن، يحدث فرقا في حياة الآلاف من الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، استقدم موظفين مدربين دوليا وعلى إطلاع دائم على أحدث التقنيات الطبية المستخدمة، وكيفية استخدام المعدات وطرق العلاجات والتأهيل الحديثة.
وسعيا منه للتعرف على المزيد من التقنيات الحديثة، وفي نفس الوقت معرفة المزيد من المعلومات حول أحدث التطورات الدولية في مجال التكنولوجيا التي يمكن استخدامها لتمكين ذوي الإعاقة، شارك المركز في “معرض إكسبو ذوي الإعاقة 2016″، جانيا فوائد أضافت إليه الكثير.
كما اعتاد مركز راشد لإعادة تأهيل المعاقين على مواكبة أعمال الخير والمساهمة في معظم المبادرات الخيرية التي تطلقها جهات خاصة وعامة في الدولة، ومؤخرا، قام عدد من طلبة المركز، ترافقهم “مريم عثمان”، الرئيس التنفيذي لمركز راشد للمعاقين وعدد من مسؤوليه، بتوزيع وجبات غذائية متكاملة على عدد من العمال الذين يتواجدون في منطقة البرشاء بدبي، مساهمة من المركز في مبادرتي “عام الخير”، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ “خليفة بن زايد آل نهيان” رئيس الدولة، و”بنك الإمارات للطعام”، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ “محمد بن راشد آل مكتوم” نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
مشاركة بالغة الأهمية وفق وصف “مريم عثمان” التي اعتبرتها ترسيخا لثقافة الخير وحب العطاء في المجتمع الإماراتي، وإشراكا لكافة شرائحه في حملات الخير التي تنظمها دولة الإمارات داخليا وخارجيا، إلى جانب كونها تعزيزا لثقافة العمل التطوعي، وتعميقا لها في نفوس المنتسبين للمركز.
اهتمام واسع يشهده المركز يوما بعد يوم، حيث تتوالى عليه الزيارات الرسمية وغير الرسمية، فإلى جانب عدد كبير من الأمراء والمسؤولين، يزور المركز نجوم عرب وعالميون بشكل مستمر، ويطّلعوا على سير العمل فيه وعلى أساليب وخطط التدريب، مساهمين في دعم المركز وإحياء الأمل في أعين منتسبيه.
فضلا عن ذلك، يعمد المركز بشكل مستمر على استقدام الخبراء والنجوم والأدباء وغيرهم من أصحاب التأثير، على غرار ما قام به المركز عندما قام بدعوة 17 مبدعا خلال “جلسة أدبية” مساهمة من المركز في “يوم القراءة”، والتي شهدت تفاعلا رائعا جدا من طلبة مركز.
اهتمام حكومي مستمر، ومهنية في الأداء، واصلا دفع عجلة المركز في السير قدما نحو الريادة التي حققها واجتازها من وجهة نظر الكثيرين، حتى بات المركز الآن أحد أبرز المعالم التي تشتهر بها دولة الإمارات العربية المتحدة وواجهة يتحدث عن نجاحها كثر ان كان في الامارات والوطن و العربي والعالم .