الكثير من الناس يُعانون من مشكلة النسيان هذه الأيام، ويشتكون من عدم تذكّر المعلومات الهامة حين يحتاجونها، إليكم بعض الخطوات البسيطة التي من الممكن ممارستها لـ تحسين الذاكرة في الحياة اليومية
الاعتقاد
ربما يكون السبب الحقيقي لإخفاقنا هو إيماننا التام أننا لا نستطيع النجاح، وتذكّر دائماً أننا نُذاكر كي ننجح فقط، لن نصبح الأوائل أبداً ، لأن الإنسان في هذا الوقت سيبذل مجهوداً متناسباً مع اعتقاداته المتواضعة عن نفسه.
الفهم
لو كنت تُذاكر درساً لا تفهم منه حرفاً، ستجد أن تذكّره صعب للغاية، لذلك ينصح أن تقرأ الدرس (أو تستوعب الشيء المراد تذكّره) وتفهم المعاني الموجودة فيه أولاً.
التكرار
تكرار المعلومة عن طريق شرحها لأحد (أو حتى تخيّل أنك تشرحها لأحد) مفيد في تثبيتها في ذهنك، وكذلك كتابة هذه المعلومة بنفسك على الورق، لأن هذا ينشّط الذاكرة الحركية ليدك، فكم مرة نسيت رقم تليفون معين، ولم تتذكره إلا حين أمسكت بالتليفون وسمحت ليدك أن تطلب هي الرقم؟ الفكرة هنا هي تكرار المعلومة واستخدامها على قدر المستطاع، سواء عن طريق تكرار قراءتها أو كتابتها أو ترديدها، والأهم من كل هذا استخدامها.
الإيقاع الصوتي:
إذا كنت تتذكر دروسك كما تتذكر الأغاني لكان أفضل لك !” ، لا تخلو عبارة التوبيخ الشهيرة هذه من حكمة ما، فالأغاني فعلاً سهلة الحفظ ، لأن من السهل استرجاع المعلومات التي تم تلحينها، فمثلاً يمكنك حفظ (أسماء الله الحسنى) لو تذكّرتها باللحن الإنشادي الشهير، وكذلك أغنية الحروف الأبجدية الإنجليزية ، لهذا السبب تمّ تنظيم قواعد اللغة العربية في قصيدة شعرية (ألفية ابن مالك) كي يسهُل على الدارسين حفظها، الأغاني نفسها، ستتذكرها بشكل أسرع لو سمعتها بدلاً من قراءة كلماتها فقط، لـ تحسين الذاكرة فإن استعصت عليك معلومة ما، ربما يكون الحل هو أن تقوم بتلحينها كي تستطيع استرجاعها بسهولة.
المرح لـ تحسين الذاكرة
إضفاء عنصر المرح والسخرية على المعلومات يجعلها أسهل في الحفظ؛ فمثلاً لو أردت أن تحفظ اسم عالم الأحياء (مالبيجي) يمكنك أن تتخيله في شكل الفنان محمود (المليجي)، وهو يلبس بالطو أبيض ويمسك بالسماعة! عندها سيكون حفظ الإسم أسهل، حتى لو أردت أن تحفظ إسم شخص ما، قد يكون من المفيد جداً أن تفهم معنى هذا الإسم وتربطه بهذا الشخص بشكل مضحك، فلو كان اسمه (سعيد) يمكنك أن تتخيله وهو يضحك حين ولادته، بدلاً من أن يبكي ككل الأطفال الرضّع لأنه سعيد! وهكذا، يمكنك كذلك أن ترسم رسوماً هزلية صغيرة أمام كل معلومة تريد حفظها في الكتاب، ستجد أن تذكّر هذه الرسوم، سيستدعي المعلومات نفسها في ذهنك.
الربط المكاني
سيكون من الأسهل أن تحفظ معلومة جديدة، لو ربطتها بمعلومة قديمة موجودة أصلاً في الذاكرة، على سبيل المثال: لو قال لك شخص تُقابله لأول مرة أن اسمه (أسامة)سيكون من الأسهل أن تتذكر اسمه، لو ربطته بأحد (الأُسامات) الذين عرفتهم في حياتك.. فلو انتبهت أن اسمه مثل اسم (أسامة بن لادن)، سيكون من السهل استرجاع الإسم،هذه الفكرة هي أساس طريقة الربط المكاني، فلو أردت أن تحفظ معلومات طويلة متسلسلة بالترتيب (عناوين الموضوعات في هذه الصفحة مثلاً)، يمكنك أن تتخيل أنك تدخل مكاناً تعرفه جيداً،ليكن منزلك مثلاً، وتخيّل أن هذه المعلومات مُوَزعة في أرجاء المنزل،فحين تدخل من الباب ستجد أمامك مباشرة المعلومة الأولى ،وفي المطبخ المعلومة الثانية، وفي غرفتك المعلومة الثالثة وهكذا ،حاول أن تربط هذه المعلومات بالمكان الموجودة فيه بطريقة المرح التي تكلّمنا عنها، عندها ستجد أن حفظ المعلومات المتسلسلة قد أصبح مسلياً.
الاهتمام
معظم الشباب يعرفون جيداً أسماء لاعبي الكرة، أكثر من أسماء وزراء مصر! السبب هو أن المعلومة غير المهمة بالنسبة لنا تسقط من الذاكرة حتى وإن تكررت عشرات المرات ،لـ تحسين الذاكرة لو لم تكن المعلومة المراد حفظها تثير فضولك وتستدعي انتباهك، وتنبع من مجال اهتماماتك، سيكون من الصعب التركيز في حفظها، وستجد عقلك شارداً في عشرات الموضوعات الأكثر أهمية من وجهة نظرك، فلو أعطيتك كتاباً في “البيولوجيا الجزيئية” قد تجد صعوبة في قراءته؛ فضلاً عن حفظه ، أما إذا كنت مهتماً بهذا الفرع الشيّق من العلوم، ستكون مستمتعاً بالقراءة، ومن ثم قادراً على استرجاع المعلومات.
الصحة العامة