فسرت دراسة علمية جديدة الأسباب الفسيولوجية لأحد أهم التصرفات التي يقوم بها الآباء والأمهات بشكل فطري تجاه أطفالهم الرضع منذ سنوات مضت.
وبحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية، فقد كشفت الدراسة عن أن حمل الطفل الرضيع وملامسته لجلد أحد الوالدين أثناء تلقيه حقنة أو عند شعوره بأي أوجاع يساعد في تقليل الإحساس بالألم.
وقالت الباحثة بروفيسور ريبيكا بيلاي ريدل، المشاركة في الدراسة من جامعة يورك، إن نتائج الدراسة تشير إلى أن اللمسة الأبوية تؤثر على مستوى أعلى من معالجة الشعور بالألم.
وأوضحت بروفيسور بيلاي: أنه ربما “يكون الألم هو نفسه، لكن الطريقة التي يتعامل بها دماغ الطفل ويتفاعل معه تعتمد على اتصاله بأحد الوالدين”.
وكانت دراسات أخرى توصلت إلى أن التلامس الجلدي مع أحد الوالدين يؤثر على سلوك الطفل، وربما يقلل من شدة تفاعله مع الألم. ولكن تعد هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تجري تجارب وأبحاثاً حول استجابة الدماغ الفعلية للألم.
وتشرح الباحثة دكتور لورا جونز من جامعة كاليفورنيا أن أدمغة الأطفال حديثي الولادة تتمتع بدرجة عالية من الليونة، خاصةً عندما يولدون قبل الأوان، موضحة أن تطورهم ونموهم بشكل طبيعي يعتمد بشكل كبير على التفاعلات مع والديهم.
تقدم النتائج التي تم التوصل إليها رؤى جديدة حول كيفية تعلم الأطفال معالجة التهديدات الخارجية، لأنهم حساسون بشكل خاص لإشارات الأمهات.
وتختتم دكتور جوديث ميك، الباحثة المشاركة من مستشفيات جامعة كوليدج لندن، قائلة إنه على الرغم من أن النتائج تعكس شيئاً يعرفه الآباء منذ سنوات، إلا أن الفريق البحثي تمكن “من إثبات أن هذا السلوك الفطري له أساس فسيولوجي عصبي متين، وهو في حد ذاته اكتشاف مدهش”.